الفاتح جبرا يكتب.. خطبة الجمعة

0

متابعات/ شبكة الرائد الإخبارية

الحمد لله رب العالمين .

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون:يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (6) هودوالمعنى أيها الأحباب أنه ما من حيوان يدب على الأرض ، إلا على الله – تعالى – غذاؤه ومعاشه ، فضلا منه – سبحانه – وكرما على مخلوقاته وكون أن الله سبحانه وتعالى ضامن لهذا الرزق فهذا لا يعني عدم الأخذ بالأسباب والسعي والعمل في سبيل الحصول على وسائل العيش ، لأنه سبحانه وتعالى وإن كان قد تكفل بتوفير الرزق لخلقه ، إلا أنه أمرهم بالاجتهاد في استعمال كافة الوسائل المشروعة من أجل الحصول على معاشهم وما يسد حاجتهم ،في هذه الآية الكريمة أيها الأحباب يُخبرُنا الله- سبحانهُ وتعالى-أنهُ الكفيل بأرزاقِ مخلوقاتهِ من البشر والدوابِ والطيور والزواحف وغيرِهِم‘ وأنه جل وعلا متكفل بإيصالِ رزقها إليها في أي مكانٍ كانت على ظهر هذه البسيطة فهو الرزّاق الذي يرزق مخلوقاتهِ مِنَ الآدميين وغيرهم ،ولا يملكونَ لأنفسهم شيئًا من ذلك ، إلا بتيسير الله سبحانهُ وتعالى- لهم فالله سبحانه وتعالى يرزق الجميع ، وييسر لهم معاشهم الذي فيه بقاء أبدانهم وأرواحهم وقد قيل لحاتم الأصم: من أين تأكل؟، فقال: من عند الله. {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} المنافقون 7 ، فقيل له: الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء؟ ، فقال: كأن ماله إلا السماء! يا هذا ، الأرض له والسماء له، فإن لم يؤتني رزقي من السماء، ساقه لي من الأرض وأنشد: وكيف أخاف الفقر والله رازقي، ورازق هذا الخلق في العسر واليسر أيها الأحباب :إن رزق الله -تعالى- لعباده ينقسم إلى نوعين رئيسين أولهما رزق يطلب العبد، كالميراث، فالميراث لا يُحصّله الشخص الوارث بكدّه وتعبه، بل يكون له من غير سعي أو كدح أو تعب ، أما ثانيهما فهو رزق يطلبه العبد، ومن أمثلة ذلك ما يحصل عليه الزّراع ، والتُجّار ، والعمّال ، وغيرهم من أجور ومكافآت على عملهم، وهذا النوع من الرزق لا يتحصل عليه الشخص إلّا بسعيٍ منه ، وكد وجِدٍّ وعمل.

وكلا هذين النوعين مقدّر ومقسوم من الله -سبحانه وتعالى- ولا يتدخَّل العبد مطلقاً في ذلك، فإنّ رزق الإنسان يكون بتقدير الله تعالى، وإن تأخر وأبطأ الرزق على العبد مع سعيه، فذلك لحِكمةٍ من الله تعالى..أيها المسلمون :إن من يتدبر كلام الله سبحانه وتعالى عن الرزق يعلم أن هنالك قوانين وشروط لابد من إستشعارها ومن هذه القوانين ، وتلك السُّنن : أنّ الرزق يحتاج إلى السعي والطلب؛ فمن أراد الرزق فعليه أن يسعى لطلبه وتحصيله، فإنّ رزق العبد لن يأتيه ما دام متكاسلاً قاعداً ،إلّا أن يكون قد قدَّر الله له ذلك، قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك 15، ومن قوانين الرزق أنّه من الله وحده، فيجب التوكّل عليه في طلب الرزق، كما أن على المسلم التيقن التام بأنّ الرزق بيد الله وحده، ينزله بحِكمة ويرفعه بحِكمة، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) آل عمران 37، وأنّ ما يُصيب الإنسان من فقر بعد بذله للأسباب ،إنّما هو كفارة لذنوبه، أو رفع لدرجاته.

اللهم ارزقنا رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا من غير كدٍّ، واستجب دعائنا من غير رد، ونعوذ بك من الفقر والدّين، يا رازق السائلين، وراحم المساكين، ويا ذا القوة المتين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اترك رد