مقدم ركن إبراهيم الحوري يكتب.. الإنتخابات
متابعات / شبكة الرائد الإخبارية
الشعب يمني نفسه بالانتخابات القادمة أن يختار من يمثله ويحقق له العيش الكريم والتعليم والصحة والسكن ومن ثم تنطلق الدولة في رحاب الديمقراطية الفسيح وتودع عصر الانقلابات إلى الأبد والانتقال إلى لحظات فرح عارم يمسح ويختزل مرارات المشهد السياسي ويرسخ لحكم رشيد وتمتد الأماني للنهوض بالبلد لإقالة عثرتها ولتأخذ مكانها الطبيعي بين الأمم ولكن ثمة ما يجعل هذا كله ضرب من الأماني إذ لا تلوح في الأفق إرهاصات الاستعداد للانتخابات ولا نشهد حراكاً سياسياً ينبئ بانتخابات ساخنة تقدم نموذجاً للعالم يحتذى به ولا توجد قرائن دالة على أن حدثاً كهذا يبشر بوضع سياسي يكون فيه الانتقال من المرحلة الانتقالية بسلاسة يستكمل الثورة وأهدافها التي نادت بها ويجنب البلاد الانزلاق في الفتنة ويحافظ على السلام الذي تحقق.
الاهتمام بالانتخابات لايمكن التستر عليه لشعب كشعبنا مغرم بالسياسة وله حضور لافت في مواقع التواصل الاجتماعي شعب درج على تعاطي السياسة وتشخيصها بل الذهاب إلى أكثر من ذلك بتنصيب نفسه حكماً عليها ومشخصاً لأخطائها وكاتب لروشتة علاجها شعب يدمن السياسة ويدمن تناولها في الأفراح والأتراح فحدث كهذا لا يمر مرور الكرام وإنما يشعل وسائل التواصل والصحف والرأي العام كله.
الانتخابات المقبلة فرصة للخروج من هذا الواقع المرير وستكون فرصة ممتازة لمشاركة القوى السياسية لمعرفة حجمها الحقيقي ومكانتها الطبيعية وقدرة قيادتها للوصول إلى دفة الحكم بالاقتراع.. برغم أن تعقيدات المشهد السياسي والأمني في السودان تخفض من سقف التوقعات العالية وتكبح جماح الأماني ولكن تظل حدثاً مهماً ينتظره الشعب بفارغ الصبر.