الفاتح جبرا يكتب.. بااالغتا يا سعادتك

0

متابعات / شبكة الرائد الإخبارية

لقد أصبح أمر (الريس حمدوك) جلياً واضحاً لا يحتاج إلى برهان فهو ضعيف سياسياً لدرجة تثير الشفقة والرثاء، فالرجل أكاديمي (ما قلنا حاجة) لكن التجارب قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن معرفته بالسياسة كمعرفة العبدلله باللغة الصينية تماماً ، فهو ليس له أي باع فيها ولا دخل له بعالمها البتة ولا يمتلك حتى من الخبرات ما يساعده على اقتحامها بل يفتقد إلى (كاريزما) القائد السياسي (نوهائي).
نحن لا ننكر براعته في مجال تخصصه العلمي ولا نقدح في تفوقه الدراسي فيه ولكن ليس بالضرورة ان من يتأهل أكاديمياً يكون مؤهلاً للعمل السياسي فالسياسة تتطلب الممارسة والتمرن على خوض الصراعات التي هي ديدن العمل السياسي ، فالرجل في مكانه الآن على رئاسة الحكومة يعد وبالاً عليها بسبب فشله في أبسط القرارات السياسية مما جعلنا والحال هكذا نتساءل عمن قام بتسويقه للقيام بهذه المهمة الحساسة في هذا الوقت العصيب فالجهة التي جاءت به قد قضت عليه هو أولاً لأنها أبرزت ضعفه وهشاشته حتى صار (كالأطرش في الزفة) لا يعي ولا يتفاعل مع ما حوله من تعقيدات وتأزمات الوضع السياسي والإقتصادي والأمني من حوله وما كان أحد من هذا الشعب الثائر ضد الطغيان (يتخيل مجرد خيال) أن يترأس حكومة ثورته شخص بهذا البرود والضعف والهوان الذي نتج عنه هذا الوضع المزري المحبط الذي تعيشه البلاد الآن.
دعونا ندلف للموضوع مباشرة وهو ما ورد في جريدة الراكوبة الإليكترونية في ٢٢ أغسطس ٢٠٢١ من تصريحات للسيد رئيس حزب الأمة المكلف اللواء (م ) برمة ناصر، رئيس آلية تنفيذ تسوية حمدوك مع الكيزان أو كما يسميها هو (مبادرة الطريق إلى الامام) حيث صرح (سعادة اللواء)، صرح بضرورة تخطي الجراحات والنظرة الانتقامية كما أنه في ذات الوقت .جزم بأن لجنة اديب لن تستطيع أن تفصح عن المجرم في جريمة فض الإعتصام داعياً للتنازل من أجل الوطن .
دعونا يا سادتي (نفتش الماضي) لنعطي لمحة عن تاريخ سعادة اللواء معاش (برمة ناصر) الذي تم اختياره بانتقاء تام لهذه المهمة التي تشبه خلفيته في (الإفلات من عقوبة المجازر) كما جاء في طلبه للعفو (الآن) عن أبشع جرائم العصرالحديث ، فالرجل انصاريا قحاً كان وزيراً للدفاع في عهد الصادق المهدي وحدثت إبان توليه لهذا المنصب اسوأ مجازر الإبادة الجماعية وهي (مجزرة الضعين في ٢٨مارس ١٩٨٧م) المسكوت عنها حتى الآن الا من بعض الاقلام الصادقه التي تناولتها بوجع عميق .
والقصة أن نازحين من قبيلة الدينكا جاءوا فراراً من (حرب الجنوب) وكانوا قد استوطنوا بالقرب من دار الرزيقات في الضعين، فتم التخطيط لطردهم بهذه المذبحة الشنيعة حيث تم تسليح قبيلة الرزيقات بالرشاشات والبنادق وكافة الاسلحة الفتاكة فأغارت عليهم هذه (المليشيات) وهي على صهوات الجياد حيث قتل الفان من قبيلة الدنيكا العزل وقد كان أغلبهم من النساء والاطفال ، حرقوهم وعذبوهم واسترقوهم أيضاً.
وكانت تلك هي بداية تكوين مليشيات القتل السريع الجنجويدية القبلية ، وقد برر حينها رئيس الوزراء الصادق المهدي لتلك المذبحة بأنها رد مستحق ضد (جون قرن) إبان حرب الجنوب.. وما لبثت تلك المجزرة الفظيعة أن طواها النسيان !
الآن هل فهمتم أيها السادة لماذا يتوسط ويمهد الجنرال (برمة) لنسيان (مجزرة القيادة)؟
إن التأريخ لا يرحم يا سعادة اللواء معاش (برمة ناصر) فالشيء بالشيء يذكر والظاهر قصة المحاسبة في جريمة مجزرة القيادة سوف تفتق عليك جراحات تعتقد انها قد طواها النسيان .
اما ردنا عليك في ما ذكرته بأن (لجنة أديب) لن تستطيع ان تفصح عن المجرم فنقول لك ها أنت قد أفصحت عن (نفس الزول) بطريقة ساذجة فمن غيره عصي الآن على المحاسبة (والتحقيق ح يتوقف عشانو؟) !
لا يا سعادة اللواء م وإمام الانصار ومهندس تسوية حمدوك الكيزانية فالمحاسبة قادمة طال الزمن أم قصر فلا أنت ولا غيرك يملك الحق في التنازل عن القصاص لهذه الدماء الذكية ولا أعلم كيف تجرأت في طلبك المستفز هذا على كل الشعب السوداني ناهيك عن أسر الشهداء أصحاب الحق والوجعة فهم فقط من يقرر ان يعفو أو يقتصوا لابنائهم فهل تستطيع أن تواجه بنصيحتك تلك آباء وأمهات الشهداء وانت تنظر في أعينهم ومآقيهم التي جفت دموعها من البكاء على فلذات أكبادهم؟
أيها الناس اتقوا الله قليلاً فيما تفعلوه بالشعب السوداني من إذلال واستحقار وتذكروا أن الديان لا يموت ، إن مثل هذه التصريحات يا سعادة اللواء برمة ناصر ما هي إلا صب للملح على الجراح التي لم تندمل بعد وسقطة أخرى من سقطاتكم في هذه الحكومه المهزلة ، وتأكد (تماااامن) أن هذا الشعب العملاق الشامخ لن ينسى ولن يغفر ولن يصالح من قتلوا أبنائه وهتكوا أعراض بناته والقصاص قادم لا محالة و (كاتل الروح وين بيروح) ؟
كسرة :
سمعتوا ليكم بي مجزرة أتنست؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.