زهير السراج يكتب.. المنقذ الذي حلمنا به !

0

متابعات/شبكة الرائد الإخبارية

صرنا في كل لحظة مأساة، وكل لحظة كارثة، وكل لحظة ضرب وقتل وموت وشجار وفوضى وفساد، وحياة أفضل منها الموت، ليس فيها مظهر للحياة، ولا يوجد أي مظهر للدولة، لا أمن، لا تعليم ،لا صحة، لا كهرباء، لا تعمير ولا مشروع جديد حتى ولو شارع أسفلت، ولا تنمية أو انتاج من أي نوع، ولا أي شيء يبعث في النفس الأمل او الفرح !

كل الحكام، عسكر على مدنيين على حكومة على أحزاب على مليشيات، لا يهمهم سوى الجلوس على كراسي الحكم ومرتباتهم وامتيازاتهم الضخمة التي كان من الممكن جداً ان تحل مشكلة واحدة على الاقل إذا كانوا جادين في حل المشاكل. لا شيء غير السفر والكلام المنمق والمؤتمرات والأسفار على حساب الوطن.

ولا أعفي غالبية المواطنين من المشاركة في الفوضى واستفحال الاوضاع السيئة والسلبية الواضحة والانماط السلوكية السيئة.

خذوا كمثال فقط، المواطن الذي يلقي بالأوساخ والنفايات على قارعة الطريق ويشتكي من جبال الوساخة ملقيا الاتهامات على الحكومة أو على غيره من الناس، ولا يدرك أو يتجاهل أنه السبب!!

مشاكل بسيطة وصغيرة جداً يمكن حلها بمجهود بسيط جداً وقليل من المال والتنظيم، ولكن لا أحد يعمل ويجتهد وعلى سبيل المثال ندرة دفاتر جوازات السفر .. كم هي تكلفة طباعتها وهل تقارن بالإنفاق الحكومي الضخم على العربات والوقود والامتيازات والنثريات، وحتى لو فرضنا ان الدولة مفلسة تماما وأن الانفاق الحكومي شر لا بد منه، فأين القدرة على التنظيم، هل تعجز الجهات المسؤولة عن تنظيم الناس في مجمعات الخدمة، ولو تم فتحها فقط للحالات المستعجلة وإيقاف الحالات العادية الى حين حل أزمة الدفاتر؟!

وإذا لم يكن للمسؤولين المباشرين عن المجمعات أو مدير الشرطة رغبة أو قدرة على العمل أو الخلق والإبداع ، فأين وزير الداخلية، لماذا لا يتحرك ويحسم الفوضى إلا إذا كان عاجزاً عن العمل، وأين رئيس الحكومة والمكون العسكري في مجلس السيادة المسؤول حسب الوثيقة الدستورية عن القوات النظامية، أم يريدون للفوضى أن تسود؟!

لنأخذ مشكلة الكهرباء التي اكتشف رئيس الوزراء بعد عامين من معاناة الناس وتعطل الانتاج أن وزارة الطاقة ليست لديها رؤية واضحة او خطة للحل، فلماذا يُبقي على وزير الطاقة في موقعه ويمهله ستة أشهر أخرى لإعادة انتاج الفشل بدلاً عن فصله وتعيين من يدير الوزارة بكفاءة وجدارة، ولماذا يظل المسؤولون عن قطاع الكهرباء في وظائفهم، رغم فشلهم الذريع حتى في مهمة سهلة جداً مثل برمجة القطوعات، ويأتي الذين يعرفون كيف يديرون الأزمة، وبرمجة القطوعات، بدلاً من الفوضى التي يعيشها هذا القطاع والمعاناة الفظيعة التي يعيشها الناس، بينما الوزير الفاشل يتفرج بدون رؤية أو خطة، ورئيس الوزراء الذي يقتل الناس ببروده يمهله ستة أشهر أخرى؟!

مشكلة تراكم النفايات في ولاية الخرطوم التي صارت مثل الاسطبلات، تفوح منها الروائح الكريهة، وتموت فيها الخيول من انعدام الهواء وتفشي الامراض، هل هي عجز إداري، أم نقص المال والإمكانات والعمال، أم سوء سلوك المواطن، أم ماذا ؟!

ولنفترض وجود كل تلك الاسباب، فلماذا لا يخرج الوالي متحدثاً الى الناس موضحاً أسباب وأبعاد المشكلة ويطلب العون والتعاون من المواطنين والمنظمات والاحزاب، لتنظيم حملات مستمرة للنظافة يشارك فيها بنفسه وكل العاملين في الولاية، ولجان المقاومة والاحزاب والمنظمات والأندية الرياضية والاجتماعية والجميع، وهو يتحرك ويعمل ويوجه ويشجع ويبتدع وينحت بيديه الصخر ويخلق من العدم ويصنع المستحيل الى حين حل مشاكل الامكانيات والآليات والعمال، أم انه اعتقد انه سيجد عند تعيينه كل شيء جاهزا ومجهزا، او ان وظيفته هي انتظار الاموال والآليات لتنزال عليه من السماء فيبدأ العمل؟!

يجب ان تكون للوالي و شاغل أي وظيفة قيادية، القدرة على الخلق والابداع وتوظيف الامكانات المتاحة بأفضل ما يمكن، وتحفيز الناس على العمل والبذل وليس انتظار الفرج والنظر من مخبئه الى ارتال النفايات والاوساخ وهي تصعد الى السماء، كما يفعل والي الخرطوم الذي لا ندري ماذا يفعل وماذا يريد؟!

ونتساءل أخيراً أين رئيس الحكومة، وهل يقرأ الردود على منشوراته في الفيس بوك، ليعرف رأي الناس فيه، بعد أن كان المنقذ الذي طالما حلموا به؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.