العميد د. الطاهر أبو هاجة مستشار البرهان يكتب.. هل أتاك حديث الفشقة
الخرطوم شبكة الرائد الإخبارية
في ظرف خمسة أشهر تم رصف طرق بلغ طولها 150 كيلو مترا في الفشقة الكبرى بعضها أنجزت فيه ردميات بطبقات ثابتة وأخرى تمت معالجتها، وجسر ود عاروض وجسر ود كولي هذا من غير المعابر التي بلغت 22 معبرا ، إضافة إلى 19 محطة مياه تم تأهيلها ومستشفى تبارك الله العسكري الذي أراح سكان الفشقة من وعثاء السفر ومعاناة النساء والوفاة في الولادة والحالات الحرجة.
طرق طولها يعادل المسافة مابين الخرطوم والحصاحيصا أو تزيد ، والمسافة مابين الخرطوم وخور العواتيب شمالا قبل مدينة شندي إذا اعتبرنا أن المسافة بين الخرطوم و شندي 180 كيلو ، وتعادل ايضا المسافة ما بين بورتسودان وسنكات تهاميام.
هذه الطرق كلها أنجزت في خمسة أشهر ، لا يمكن أن نقول إن المال والإمكانيات وحدها التي جعلت هذا الحلم واقعا!! ذلك أنه حينما وضعت الدراسة لهذا العمل لم تكن جهة التمويل معروفة سيما في ظل ظروف البلد والضائقة المعيشية!! لكن قصة هذا النجاح تعود في رأيي إلى قبول التحدي والإرداة والعزم والإصرار، فالوقت قليل وتقدير الموقف صعب حينها ، فالقصد كان الإنجاز قبل الخريف، في كثير من زياراته لتلك الارض الحبيبة كان القائد العام دائما يركز على الاعتماد على أنفسنا واعتمادنا على ذاتنا
.ماحدث في الفشقة الكبرى شيء مذهل وأقرب للخيال !! لكنها عزيمة الرجال وإرادة الأوطان عندما تتوحد الكلمة فتصير قوة الدفع كلها في اتجاه المصلحة العليا للبلاد، في بعض الحالات يقوم الدماغ البشري بفعل أشياء مذهلة لكنه لا يكون مدركا لها !! ولا يكون واعيا بوجودها!! هذه الأشياء يمكن تطويرها بإرادتنا، من الممكن ان ندفع الدماغ الوطني انجازا إلى أداء مهام ذهنية جديدة!! فالحاجة أم الاختراع. ماحدث في الفشقات نموذج يمكن أن نعممه في معالجة كل المعضلات التي نواجهها بشكل يومي، فلك ان تتخيل حجم هذا الإنجاز في مجموع الطرق والجسور .
فالطرق هي من ود عروض إلى جبل ابو طيور ، هذا الطريق يربط شرق البحر إلى قلب الفشقة ثم طريق ود عروض إلى منطقة الأسرة ثم طريق ود كولي حتى خور زراف ثم مجموعة طرق السندس وحنتوب الي الفذره وطريق بربر الفقره إلى خور زراف، وطريق القريشة إلى تبارك الله قطاع أم براكيت.
ختاما نقول إن اليد السفلى لا تبني مجدا ، والأساس الهش لا يبني وطنا !! عبارة أعجبتني ، هذا طبعا لا ينفي أهمية التعاون مع الآخرين .