المقدم الركن ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة يكتب …سبعة وستون عاماً

0

متابعات /شبكة الرائد الإخبارية

سبعة وستون عاماً تمضي بها السنوات والازمنة والقوات المسلحة السودانية تتجدد لتسمق كإشراقة الفجر .

كل عام لها فيه ضوء وشروق وبدايات تجعلها هي كل العنفوان والفتوة . لا تشيخ .

بل تشتد قوة وعزما ما هزته الحقب او خففت ملاوح الشمس جبين العز النضير عليها .

جيش وطني قومي .

لكل صقع وجهة وعرق ودين فيهم سهم و(عود) نسيج رداءه الوطني منسوج من ايدي الماجدات نساء السودان الشريفات ورجاله الاقوياء .

جيش هو في عين الوطن اطلالة الشرق المجيد وراسه امتداد الغرب المجيد .

افق للشمال يرنو وعينه على الجنوب حنو وحنين وهو في الوسط كل نبض شعبنا ومهوى القلوب .

جيش كأوتاد الارض .

ان مالت غرس فيها الشهداء ودفق عليها الدم الشريف فاستقرت وانبتت من النجيع الاحمر الزرع النضير .

جيش مثل مس العافية على جسد الدار والديار والشعب الوفي .

فيكون هو القوة والمنعة .

ما انكسر في حالك ظروف وما غاب حين الظن او تاخر وقت الفزع .

كان ولا يزال _ وسيظل _ كبير المجالس وحكيم النائبات ووفي الحضرة والحضور .

جهير الصوت لا يتلجلج .

مهيب في الخطو البطئ والسريع .

ان تحدث اسمع وإن ضرب اوجع .

تاريخه ناصع وحاضره مصان ومستقبله حيث تبرز الشمس ويعلو القمر .

جيش ضد الظلم والظلام .

افواجه مشاعل نور حيثما مضت في اصقاع الوطن .

نور لاهله ونار لاعدائه .

السودان مجده وامجاده ورفعته سارية ترفع على الكتوف فإن علتها النصال كان مثل (مصعب) الشهيد عضديه مغرس العلم والرايات2 جيش في كل الحقب .

يوصل ولا يقطع . يعطي ولا يطلب . يبذل ولا يمتن .

يحضر ولا يغيب . يعلو ولا ينخفض . يزهو بالفخر لا تغشاه الظنون في اختياراته ولا يهتز في إختباراته .

سيف يقطع ميت الاورام ويزيل متسلق الحشائش . يصد الصائل ويكرم الكريم .

يصون العهد للوطن .

ويحفظ بشرف الرجال ما يعز على غيره ان يحفظه .

ان مالت الصفوف اقامها على الصراط المستقيم .

فكان بهذا في كل المنعطفات هو السباق بالعون والسند .

ما طلبه الشعب الا ووجده .

وما ناداه منادي الواجب الا وكان في الموعد .

يهب التواريخ والسير بهاء البدايات المجيدة وهو بهذا النهج كان في كل الفصول .

قوله فصل وتقديره صحيح ورؤيته اعمق .

لا يتجاوز لنفسه بكسب ولا يختص بغنيمة .

فظل كالظل الذي تاوي اليه جحافل السودانيين من لظى الخلافات وجمر الخطوب 3 إن القوات المسلحة في عيدها 67 .

تؤكد ما ظلت حريصة عليها . بان تبقى وفية لخيارات الشعب .

حرية ناصعة البيان وديمقراطية اصلها صناديق الانتخاب .

وعدالة تعلو بها الحقوق على قاعدة المواطنة الصريحة .

الكل في ذلك ابناء الوطن واهله .

متساوون في الحقوق وقبلها الواجبات . حتى يبلغ الامر منتهاه وتمامه .

وتوفي القوات المسلحة بوعدها وتؤكد قولها بأنها مؤسسة للجميع وبالجميع وانها حصن الوطن ودرعه . رمحه وعينه .

رايته وشعاره .. وانها جيش للوطن . الوطن فقط لا سواهالقوات المسلحة السودانية ..وإن شئت قل ” الجيش ” .. رجال مثل فيوض النيل ،هم روح الشخصية الثقافية السودانية ، أفرادا ، ولهجات لغتهم ، ومفردات مبينة السوداناوية … هم الوطن وثقافته ،ولن تجد أكثر من يعبر عن الثقافة السودانية أعظم من ” جيشنا ” .. هم أهرامات البركل وأزهار هضاب جبل مرة وذرات رمال وادي كجا في دار أندوكه  … هم القلم والقرطاس والخيل والليل .. يحملون نقش جدران بيوت أهل السودان وتذكارات أفراح أهله الجيش السوداني ، الأسم الوطن بكل تفاصيل مناخته وروح الثقافة والفكر … وبتلك المياسم والقسمات ، جسدت القوات المسلحة مسيرتهاوعبدت طريقها ” حضور اصيل ومركزي في السوح الثقافة والفكروحضور لافت في الرياضة وحضور مميز الملمات عند كل نازلةوتميز في الصناعات الحربية يسر الناظرين ويغيظ العدي لتكتفي من حوجتها من معينات القتال وتغطي حاجة بعض دول الجوار لتقف منظومة الصناعات الدفاعية كاعجاز يفرح القلب خرج من مشكاة الجيش الطبيب الحاذق والنطاسي البارع وتقف علياء كصرح  طبي يمزق فاتورة العلاج بالخارج وخرج من رحمها الاديب الاريب والقائد العظيم رجالا ملء السمع والبصر بعث رجال الجيش أعملا باهرة الإبداع ، باذخة الأفكار ، تغذية لخيال الحوار والسجال الذي يدور بين أهل السودان في أماكنهم المتعددة ، سهوبا وجغرافيا ، ولغات ولهجات .

رسم رجال الجيش بطولات خالدة أضيفت الي سجل البطولة الخالدة استلهموا من البيئة المجد والسؤدد رجالا كالابنوس والزان والنخيل والنيل والتبلدي والدوم إحتفاءنا بهذا العيد ليس هو إحتفاء لعيد الجيش  فحسب ، بل هو إحتفاء بالوطن ككل لجيش  أحدث حراكا وإثراءا للسوح الثقافية السودانية ، دافعا باتجاهات نمو الوعي وتوسيع المدارك وارتفاع الواقع إلى ما هو اسمى .

وحافظ علي الارض والعرض وقدموا وما استبقي شيئا من عزيز النفس والمال والولد القوات المسلحة السودانية ، تنجز هذا المنجزات  وهي لديها من العلم بأن لدى السودانيين وبجميع مستوياتهم واتجاهاتهم حوارات كبيرة قادمة ، ولديهم من ملفات ضخمة تنتظر تدشين الحوار الجديد ، كما أن لدينا مشاريع فكرية لم تفتح بعد كما أن أسئلة أهل السودان الكبرى لم يبدأ النقاش عنها بعد .

لذا نبتت فكرة مهرجان الإبداع العسكري الذي هو مشروع للإحياء الثقافي الذي يهدف إلى تحفز المجتمعات السودانية من أجل الإحاطة الشاملة بالقضايا وتنمية الوعي وترفيع مستوى الحوار والسجال عبر تقديم أعمال فنية تأخذ من ينابيع الوعي الجماعي السوداني والوجدان الجمعي للناس ، متسمة بالمسؤولية والأخلاق والإتقان .

مهرجان الإبداع العسكري ، يأخذ من القوات المسلحة روحها وتكوين شخصيتها  الثقافية ، المرتكزة على قوميتها  ، بوصفها المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تجمع بين مفاصلها أكبر تجمع بشري أخذ من كل بستان سوداني زهرة من أزهاره .. فأينع بأجمل معاني الإنتماء للوطن مولدا ونشأة . مغتنيا بتعددياته ، ولا يقدم للبلد ، إلا كل ما هو حنين ودافئ وصادق وجميل وإنساني .. أليس هذا هو السودان ؟ أليست هذه هي القوات المسلحة قلب الشخصية السودانية وروحهها ، وبوتقة ثقافاتها ..وجهها المشرقالاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام

اترك رد