عمار محمد آدم يكتب.. لماذا يحتفل الجيش بعيده هذا العام بهذا الزخم الكبير
متابعات /شبكة الرائد الإخبارية
لا اريد ان اؤرخ للجيش السوداني والجندية السودانية منذ عهد بعانخي وترهاقا وانتصاراتهم وفتوحاتهم التي وصلت الي ارض الشام. فذلك تاريخ بعيد ومجد تليد.
مضت عليه سبع الاف من الاعوام.
ولا اريد ان أؤرخ للجيش السوداني بالثورة المهدية وانتصاراتها في كل المعارك في قدير وشيكان والجزيرة أبا وحتي فتح الخرطوم .
ولا عن قادتها وعلي راسهم امير الشرق عثمان دقنة.
وفرسان البجا الذين كسروا المربع الانجليزي.
فذلك تاريخ ايضا ليس بالقريب. ولكن فلتكن البداية من قوة دفاع السودان التي تطورت وترقت حتي وصلت الي القوات المسلحة السودانية الأن.
وتاريخ حافل بالمواقف الوطنية وزخر وسيل من الامجاد العظيمة.
كان فيها الجيش السوداني في قلب الحركة الوطنية محررا للبلاد من ربقة الاستعمار البغيض فكانت حركة اللواء الابيض بقيادة علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ورهط من المناضلين الشرفاء والضباط الاحرار و(عزة في هواك) وكان الصدام مع الجيش الانجليزي والبطل عبد الفضيل الماظ يستشهد وهو مستلقي علي مدفعه.
ثم كانت قوة دفاع السودان قبل الاستقلال وهي تقاتل الطليان في الكفرة وتخوض معارك ضارية هناك وسط السموم والصيف الغائظ (وكفرة نيران زي جهنم)كما خلد ذلك الصاغ محمود ابوبكر في قصيدته الرائعة التي يغنيها هرم الفن السوداني احمد المصطفي.
والصاغ محمود ابوبكر هو ذاته شاعر انشودة (صه ياكنار وضع يمينك في يدي)وتقاتل القوات السودانية القوات الايطالية في ارض الحبشة.
وتتوغل داخل مستعمرتهم اثيوبيا (جيوش السودان عسكرن…في ديار الاعداء اتوكرن..وفي ثانية دخلن كرن) كماتغني المغنية وهكذا كان الجيش السوداني العظيم تحدث عنه القائد الانجليزي كتشنر فقال (انني لم اري طيلة حياتي شجاعة وبسالة مثل شجاعة الجندي السوداني)وقد خاض ضباط من قوة دفاع السودان حرب فلسطين في العام ١٩٤٨ في فلسطين و قاوموا الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين و سقط عدد منهم شهداء وقد التقيت بعدد من الذين كتب الله لهم الحياة وتحدثت اليهم.
وتغني عشة الفلاتية (يجوا عايدين..يجوا عايدين) وكانت القوات المسلحة في تلك الايام في تلك المهمة الصعبة .
وكان ومايزال وسيظل الالتحاق بالقوات المسلحة فخر وعزة واباء وشمم لشباب السودان .
واشتركت القوات المسلحة في القتال في ارض الكنانة ارض مصر حين كانت قواتنا في السويس تقاتل جنبا الي جنب مع الجيش المصري وعقدت اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والسودان واللذين يربطهما حاضر مشترك وماض مشترك ومستقبل مشترك.
واندلعت حرب الجنوب وكان للجيش السوداني صولاته وجولاته في الاحراش والادغال .
وهو الجيش الذي لم يهزم قط فما ينسحب من منطقة الا ليعود اليها (ومن قال ان الليث ولي مدبراالاسد ان وثبت تعود القهقريان الشجاع يفر في سوح الوغي…ليكر من بعد الفرار مظفرا) اوكما قال الشاعر محمود غنيم .
ولم يكونوا يحاربون الجيش الشعبي فقط ولكن كانوا يقاتلون اكثر من جهة ودولة عظمي كانت تدعم المتمردين وتزودهم باقوي وأحدث انواع الاسلحة والزخائر .
فما هان الجيش ولا استكان ولم يستطيعوا رغم المدد الغربي والإسرائيلي ان يسيطروا علي مدينة واحدة من مدن الجنوب وهذا ماحدث ايضا في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق فقد كان الجيش لهم بالمرصاد رغم الدعم الهائل والمدد الكبير الذي يتلقونه من دول العالم .
وقد جرت عدة محاولات لاقتلاع الجيش السوداني من جذوره.
واستئصال شأفته.
ولكنه ظل يمد لسانه مستهزئا بكل تلك المحاولات الخاسرة واليائسة والمستفزة والتي ما زالت جارية من هنا وهناك.
وسيخرج عليكم الجيش السوداني في يوم عيده في أبهي صورة واجمل حلة وأقوي مشهد.
ليخرس السنة السوء التي ظلت تنال من القوات المسلحة السودانية الباسلة.
وليؤكد للامة ان جيشها الذي لم يهزم قط ولم ينهار كما انهارت جيوش من قبل هو رمزا للوطنية الحقة وحارسا أمينا لمكتسبات الشعب والامة السودانية العظيمة ولن يفرط في شبر واحد من ارض الوطن وقد استعاد ارض (الفشقة) من الأحباش مابين غمضة عين وانتباهتها.
فالمجد والخلود للقوات المسلحة السودانية رمز فخرنا وعزتنا وسيادتنا الوطنية والتحية لجنودنا البواسل وهم علي الثغور يزودون عن حياض الوطن ويحمون ارضه وعرضه والمجد للسودان بحرا وارضا جوا وخسئ المرجفون في المدينة وعملاء اجهزة المخابرات الاجنبية العالمية والاقليمية والخزي والعار لهم والمجد والرحمة لشهداء هذا الوطن العظيم وعاشت القوات المسلحة الابية والمجد للشرفاء.