د. ناهد قرناص تكتب.. شباب ورياضة

0

الخرطوم الرائد نت

شاهدت صورة للسيد وزير الشباب والرياضة الاتحادي ..مع خبر يقول ان الوزير قد شهد جانبا من فعاليات الأولمبياد في اليابان ..الوزير تموضع للصورة ..وارسل لنا ابتسامة جميلة وهو يجلس في المقصورة المخصصة ..تأملت الصورة جيدا حتى اتمكن من حفظ ملامحه في ذاكرتي ..فالفرصة لا تأتي مرتين ..ولا اعتقد انه ستحين قريبا فرصة ان ارى صورة للسيد الوزير ..
وانا اتأمل الصورة تذكرت عبارة الزعيم عادل امام (متعه الله بالصحة العافية) ..في مسرحية الزعيم ..عندما كان يتم تعريفه بالسادة الوزراء ..توقف امام احدهم وتساءل (هو دا وزير معانا دا؟)

السيد وزير الشباب والرياضة سافر مع الوفد المشارك في الاولمبياد بكل أريحية ( سؤال برئ هل من المعتاد ان يسافر الوزير مع الوفود المشاركة؟) ..ما علينا المهم ان سيادته تابع بكل بساطة الخيبات التي تتالت على رؤسنا واحدة تلو الاخرى ..نحن بكل فخر الدولة التي تربعت على مقعد (الطيش ) في كل السباقات …الوفد السوداني المشارك لم يظهر على الشاسة الا عند حفل الافتتاح فقط ..والسيد الوزير يبتسم من المقصورة ويرسل تحياته من اليابان ..فتأمل.
المنافسات الأولمبية تقام في مواعيد ثابتة ..تعلن قبل فترات بعيدة ..والناس يعدون لها العدة من قبل اعوام ..في الحقيقة ان الرياضيين في كل ارجاء المعمورة يتدربون دائما ..ويتلقون رعاية كاملة من الدولة ..بل هناك دول تعطي منحا دراسية كاملة واعفاءات من الرسوم الجامعية للمتفوقين في الرياضة بمختلف انواعها ..والاستعداد للاولمبياد يتم من نهاية الاولمبياد السابق ..يتم تصفية المشاركين ..والتركيز على المتفوفين منهم ..متابعتهم واحاطتهم بكل وسائل الرعاية ..واجراء منافسات داخلية للاختبار مع المتابعة اللصيقة لمايحدث عالميا والارقام القياسية التي تم تحقيقها حتى تاريخه ..
لكن تعمل ايه في بلادنا ؟ التي تتفاجأ بكل شئ حتى مواعيد الاولمبياد ..ويسافر الناس على عجل ..دون تدريب ولا متابعة ..سبحان الله مافي شئ بكون جاهر الا جوازات الادرايين ..ونثرياتهم …ما شاء الله حاضرين ..واموال الدولة ..مافي مشكلة نصرف كم مليار كدا تذاكر منها نشوف اليابان ونجي راجعين ..لا احد يحسب حساب خيبة الامل التي تطال الشعب كله ونحن نتابع النشرة اليومية للاولمبياد ..ونسمع باسماء بلاد لا نعرفها على الخريطة ..يرفع علمها بنوها وهم على منصة التتويج ..فنقول متحسرين (نقبل وين ونحكي الوجعة).
بلدياتنا القى القبض عليه مخمورا ..واقتاده الشرطي الى القسم ..هناك سألوه عن اسمه فاجاب ..طلب منه الضابط البطاقة الشخصية فما كان من بلدياتنا الا ان قال (هي فين الشخصية علشان نعملو بطاقة ؟؟) ..على غرار ذلك قلت لنفسي وانا اشاهد صورة وزير الشباب والرياضة مبتسما ..وتحته مكتوب وزير الشباب والرياضة السوداني ..قلت لنفسي (هي فين الرياضة علشان نعمل ليها وزير ؟)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.