السودان | محمد إدريس يكتب : القضارف.. دائرة الضوء وخيوط الظلام

0

متابعات الرائد نت

محمد إدريس كاتب صحفي ومحلل سياسي سوداني متخصص في قضايا شرق السودان

عدت من القضارف قبل أيام، كانت سانحة زيارة العيد ملبدة بالغيوم والبروق وهزيم الرعود والأمطار الكثيفةوالاستمتاع بالطبيعة الخلابة هناك ،لبست أرضها الخصيبة من الخياري وحتى تخوم القلابات ووادي ستيت حلة خضراء،موسم زراعي على الأبواب مشوب بتحديات الوقود باهظ الثمن والآليات الزراعية والتقاوي وتمويل المزارع الذي ظل حكرا على بعض البيوتات ،التي امتصت رحيق المصارف واكتنزت الامتيازات،فظنت إنها كبيرة على الجميع، على القانون والسلطة والتغيير، بل وتغني مع أم كلثوم( قول يازمان أرجع يازمان)..!

وهوزمان اختلط فيه حابل الزراعي بنابل السياسي فتخيرو حقول الزرع بمنابر التفاوض وتجمعات السياسة وبيانات وخطابات البحث عن فردوس سياسية مفقودة ،لدرجة أن بعض المزارعين ولجوا إلى الحلبة السياسية يزرعون دواوين الحكومة في المركز جيئة وذهابا ويرددون بغوغائية إقصائية لايمثلنا (زيد اوعبيد) ويقصدون يازمان أرجع يازمان..!!

عدت من القضارف وقد شاهدت كيف أن الحياة دبت في أسواقها وأحياءها الطرفية وريفها وقراهابتشييد الطرق الداخلية، وهي حقائق لاينكرها إلا من في عينه رمد الكيد للنجاح وممارسة الفيتو على التجربة الشابة والمتوازنة للوالي على سليمان، حيث تم تحريك مشروعات التنمية المتوقفة شارع الستين والميناء البري الذي قطع نصف الشوط وتم تركيب الجملونات والسلالم والمداخل والمخارج.. والآن وقعت إتفاقية جديدة مع شركة زادنا المنفذة لإنقاذ المشاريع المتوقفة من الإهمال وفي طليعتها مشروع الحل الجذري لمياه القضارف ومسلخ الرواشدة وأهميته المعروفة لولاية الثراء الزراعي والحيواني!

عدت من القضارف بعد طواف على سوقها الكبير الذي عاد إليه التنظيم والتنظيف بفضل شراء وحدات هندسية كاملة للاعتناء بالنظافة.. وهو جهد تقف خلفه البلدية والبنية التحتية والصحة والمالية في تناغم الأجهزة التنفيذية التي أدارت أزمة الفاو الأخيرة بكفاءة حيث عقدت اجتماعاتها بموقع الحدث ووضعت المعالجات الفورية والجذرية بإقامة معسكرات ايواء ل ٥٠٠ أسرة شردتها السيول ومعالجة الأوضاع الصحية ووضع الاحترازات الهندسية لعدم تكرار الكارثة في الأعوام القادمة.

عدت من القضارف وهي أسفة ومحتارة في أمر بعض الأطباء الذين يفترض أنهم رسل الرحمة، باعثو الفرح صناع الحياة.. ولكن في القضارف بعضهم صار جبهة سياسية تضغط بكرت صحة المواطن باضرابات إعلامية، لإبطال قرار الوالي الخاص بتعيين مدير عام للصحة وفق الصلاحيات المخولة له.. وهي جبهة لها أبعاد اثنية نتنة ازكمت الأنوف وتقودها أربعة شخصيات اخطبوطية تخشى من المحاسبة
.. والتقت بنافذين في المركز لمحاولة أحداث تضارب بين الأجهزة في المركز والولاية مع أن القانون واضح وصريح ويكبح جماح مثل هذا التضارب..

مطمورة السودان في طريقها لأن تصبح مطمورة الصراع..لان مجموعات الضغط لاتزال فاعلة ونشطة،وهي ذاتها التي تحرك خيوط الظلام وتحبك المؤامرات الخبيثة في القطاعين الزراعي والصحي لإعاقة الإصلاح الذي يقوده الوالي بايقاده لدائرة الضوء اهتماما بالتنمية والإنتاج،
إلا أن (عواطلية السياسي) لهم أكثر من حيلة ولسان فهم إدارات أهلية تارة وهم ساسة وقيادات نقابية و(مستغلون) ومتسلقون تارة أخرى..!!

اترك رد