مستشار البرهان العميد د.الطاهر أبو هاجة يكتب: معايدة البرهان لقوات الدعم السريع

0

الخرطوم | الرائد نت

لم يكن مستغربا الرسالة الواضحة التي قدمها رئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الشعب المسلحة سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لدي تلقيه تهاني عيد الاضحي المبارك من قوات الدعم السريع وبحضور نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو وضباط وضباط صف الدعم السريع ، حيث كانت رسالته صريحة للمضي نحو الوحدة بقوة وعدم الالتفات للاصوات المخزية التي تريد الوقيعة بهدف التمزيق والتشتت ، لكنه قفل هذا الطريق بقوله ” قوتنا في وحدتنا ” تاركا بذلك رسالة مهمة في بريد العابثين انه لن يسمح لاي جهة تدخل لبث الفتنة والإشاعات المغرضه بين ابناء القوات المسلحة.

وهنا إستدعتني الذاكرة لدعوة مماثلة في رمضان المنصرم وفي افطار التجمع الاتحادي كان قد أطلق سيادته دعوة لوحدة الصف الاتحادي ، وها نحن اليوم نشهد حراكا نشطا ورغبة جامحة من الاتحاديين نحو الوحدة في اختراق تاريخي ملحوظ سيكون له الاثر الطيب في بناء الحزب وتماسكه وقوته ، ولعمري فإن هذه الدعوة هي دعوة لكل الاحزاب لا سيما أحزاب الوسط والتي تشرزمت وتشتت ان تتحد ، والناظر لبنود الوثيقة الدستورية يجد فيها الدعوة الصريحة لوحدة الاحزاب ومشاركتها عدا ذلك الاستثناء المعروف .

وإنني اقول ان فترة الحريات هذه هي انسب فترة لتحقيق وحدة الاحزاب لانها من مطلوبات واقعنا السياسي والتحول الديمقراطي ولايخفي علينا ان هذه الاحزاب تعرضت لضربات وإنقسامات حادة إبان الفترة الماضية في حكم البلاد ، لذا يقيني ان وحدة الاحزاب هي الخطوة الأهم والتي يجب ان تسبق خطوة المصالحة العامة ، حيث لا يستقيم الحديث عن المصالحة واحزابنا هشه ومشتته بإنقساماتها ولم تلتئم بعد !! .

فإنني من هنا ادعوا ومن حيث مقتضيات المسؤولية الوطنية التي تحتاج الي تماسك ووحدة الكيانات ان هلموا الي صف واحد ليكون هذا الصف هو قاعدة البناء الوطني المتين لان في تماسك الاحزاب ووحدتها ضمان للولوج الي التحول السليم والمستقبل السياسي الواعي والراشد

إن القيادة تنظر الي هذه القضية بكل ابعادها ولسنا نقلل من جهود او إنقاص محاولات الآخرين منذ بذوغ الثورة وحتي يومنا هذا فإيماننا ان ما بذل في هذا المضمار يستحق التقدير لكن لابد من وقفة للمراجعة لتعزيز الايجابيات وتقويم السلبيات بكل تجرد ونكران ذات ،

وهنا اتوقف لحديث احد القيادات الحزبية بإحدي الولايات عندما قال ” إن تشرزم حزبنا كاد ان يفقدنا الثقة في انفسنا ” ولذا أري أنه من الصعب جدا الحديث عن الدخول الي مباراة الديمقراطية والإنتخابات في ظل الانقسامات الحزبية الحالية فالحديث عن الإصلاحات مع إحترامي يظل “عرضةخارج الداره ” مالم تتوحد الاحزاب وتبني بيوتها من الداخل فعليها اليوم قبل غدا ان تتوحد علي الحد الأدنى إن لم يكن الاعلي ثم بعد ذلك يأتي الحديث عن ميثاق سياسي ، لان واقع الفترة الانتقالية السياسي والدستوري يحول دون تنفيذ الكثير من المطلوبات الأساسية ، وعلية فإن الأمانة والضمير يقتضيان تسليم مقاليد السلطة والوطن معافي في أمنه واحزابه وواقعه السياسي والاقتصادي.

اترك رد