د. أحمد عيسى محمود يكتب : انفصال دارفور

0

مواقع كثيرة تناولت رفض حميدتي لدمج قواته في الجيش. وفي تقديرنا هناك تداعيات لذلك الخبر في حالتي القبول والرفض. وسوف نضع بعض النقاط على بعض حروف الحالتين:
أولا: حالة القبول: إذا وافق على دمج قواته. فإن نكبة البرامكة في انتظار آل دقلو عامة. أما حميدتي ليس بينه وبين كوبر أو الدروة إلا مؤتمر صحفي لنبيل أديب محملا أياه مسؤولية فض الاعتصام. وربما يزيد شططا بالرغم من مهنيته المشهودة نزولا عند رغبة قحت عامة وتنفيذا لمخطط حزبه الشيطاني خاصة بأن يعلن أن جميع قتلى المستقبل من تخطيط حميدتي. وبذا تكون قحت قد خرجت من جريمة العصر كالشعرة من العجين. وألبستها بالكامل للرجل. وأيضا سوف تكون هناك عملية سياسية (بهلوانية) لا يسندها منطق. يتم بموجبها استبدال الرجل بالحلو. لأنه بعد الدمج أصبح داجنا بدون أسنان.
ثانيا: حالة الرفض: في هذه الحالة انهيار لسلام جوبا تماما. كيف تدمج وتسرح الحركات الموقعة على السلام وراعي السلام محتفظ بقواته؟. أضف لذلك سوف تمانع بقية الحركات التي مازالت رافعة السلاح في وجه الدولة السودانية الدخول في عملية السلام. لأن ذلك يعني نهايتها لعلمها التام أن عملية السلام تستصحب معها دمج وتسريح قواتها بعد التوقيع. ومهما كانت الإغراءات لا توافق والدعم السريع يصول ويجول في دارفور.
وبناء على ذلك نرى أن الأمور قد تشابكت وفق المخطط الاستخباراتي المرسوم بعناية فائقة لقحت من أجل تنفيذه حرفيا. والرؤية المعتمة هي سيدة المشهد في الوقت الراهن. وأصبحت كل الخيارات متوقعة. والآن المسرح السوداني مفتوح (تصفية الحسابات) لعرض السيناريوهات (السياسية والأمنية والاقتصادية). وخلاصة الأمر نقولها: (مهما كانت الضغوطات الداخلية والخارجية كبيرة فإنه من سابع المستحيلات أن يوافق حميدتي على عملية الدمج. وكذلك أن يودع المشهد بكل سهولة لقحت غير وارد. وفي نفس الوقت أن تظل حالة “اللا حرب واللا سلم” الحالية لفترة طويلة غير ممكنة. لذا من المتوقع أن تكون هناك احتكاكات بين الجيش والدعم السريع مدى حجمها مرهونة بحالة الطقس السياسي. ولكن في حقيقة الأمر أن الذي يجري هو بداية تنفيذ مخطط انفصال دارفور متخذا من دمج الدعم السريع ذريعة لبلوغ ذلك الهدف).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.