خالد الإعيسر يكتب…”تقدُم”.. ليتني قدمت لحياتي!
متابعات/الرائد نت
بقدر ما أحاول عدم التعليق على بيانات القوى المضللة التي سرقت صوت وإرادة الشعب السوداني من دون تفويض انتخابي ديمقراطي “وتزعم أنها قوى مدنية ديمقراطية”، أجد نفسي مجبراً للتعليق حتى لا تواصل هذه القوى نهجها في تغبيش الحقائق.
في بيانهم الذي يستهجن ما ورد من حقائق في حوار تلفزيون السودان مع عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا، قالوا: (أن الجيش مهمته تنحصر في الدفاع عن البلاد من المهددات الأمنية).
وهذا صحيح، وهو ذات الشيء الذي ظل يفعله الجيش السوداني منذ فجر 15 أبريل 2023م وحتى اليوم الأحد 4 أغسطس 2024م لصد عدوان ميليشيا الدعم السريع المتمردة المدعومة من عدد من الدول واستعانت بالمرتزقة الأجانب العابرين للحدود لتقتل السودانيين.
للأسف لم أقرأ لهم طوال هذه الفترة بياناً واحداً ينتقد ممارسات التمرد البشعة واللاإنسانية، وهذا مفهوم؛ لأنهم شاركوا الميليشيا سياسياً في حربها ضد السودان وشعبه عندما صمموا الاتفاق الإطاري سيء الذكر، ودعموها علناً لحظة توقيعهم “إعلان أديس أبابا” الذي كشف النقاب عن خططهم الخفية وشراكتهم المفضوحة.
هم يعلمون أن الميليشيا مارست كل أشكال الإجرام مستعينة بمرتزقة أجانب عبروا حدود السودان وقتلوا، واغتصبوا، ونهبوا، وارتكبوا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في حق المدنيين العزل.
وعليه أليس من الواجب إبتداءً أن يقولوا كلمة صدق في حق الجيش (الذي يقولون أن مهمته تنحصر في الدفاع عن البلاد من المهددات الأمنية؟).
وإذا لم يفعلوا، أليس من الأفضل أن يصمتوا حتى لحظة امتلاكهم شجاعة انتقاد ممارسات الميليشيا الاجرامية؟.
تقدمت في الرجاء الذي بذلته “ولا أتوقع حدوثه”، ولكن ربما يتحقق في تلك اللحظة التي يقول فيها أحدهم أو كل منهم ليتني قدمت لحياتي!.
وحتى تلك اللحظة: أصمتوا، أو كما قال شكسبير: (كُن صامتاً تكن آمناً، الصمت أبداً لا يخون!).
قال تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجِعُونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلاَّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
صدق الله العظيم
خالد الإعيسر
الأحد 4 أغسطس 2024م
التعليقات مغلقة.