بشارة جمعة أرور يكتب: الولاء الأعمى والصراع السياسي
السودان أمام صراع سياسي متعدد الأطراف والأبعاد ” داخلي ، إقليمي، دولي، أيدولوجي مزدوج مدعوم من الخارج “
وهذا بدوره زاد من عدم الاستقرار السياسي المتصل وساهم ومازال يسهم في تدهور متصاعد ودمار متسارع في كل المجالات…، وكذلك كثرة التحالفات والكيانات والتكتلات السياسية التي تتوالد كل يوم،والتيارات المنقسمة على نفسها داخل التنظيمات والأحزاب السياسية في ظل المكائد السياسية المتفشية بين التنظيمات والقوى السياسية وسعت عملية التشرذم والتفتت للقوى السياسية كافة بلا استثناء ،وزرعت التدخلات الخارجية بذور جديدة لإنتاج المزيد من اللااستقرار السياسي ومهدت للتصلب والتمترس خلف المواقف المتحجّرة.
وأي إستمرار للصراع من أجل الإستيلاء على السلطة،سيستفحل شره لا محال،وستشتعل نياران الحرب الأهلية من كل حدب وصوب في ظل قصر النظر لإدارة الدولة.
لقد آن الأوان للتفاهم والتعامل مع حقائق التعدد والتنوع،لأن التعاون السياسي بين التنظيمات والقوى السياسية سيكون هو معيار القوة الحقيقية لإدارة الشأن العام في الدولة وليس العكس. وعليه يجب أن تعي وتدرك المجموعات المتوهمة اليوم بأن الوصول إلى هياكل النفوذ الساسي وإدارة الدولة السودانية ما عادت تخفي أن هناك تطور في أنواع أخرى من مجموعات سياسية شكلت تجمعات سياسية وطنية تقوم على مشروع وطني ينطوي على قضايا وطنية استراتيجية واسعة،ولن تفلح أساليب الفهلوة القديمة والعلاقات المريبة مع الأجنبي لفرض هوية سياسية متوهمة في هذه المرحلة،فالولاء الأعمى قد إنتهى إلى الأبد ولن تتكرر مرة أخرى تلك الظاهرة التي كانت أقرب إلى الاستِرقاق والاستِعباد أكثر من كونها إنتماءات و ولاءات سياسية.
التعليقات مغلقة.