العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: التوافق الوطني..سدرة المنتهى (9)

متابعات/ الرائد نت

أغرب مافي الحراك السياسي الذي يكتنف الساحة هذه الأيام بروز طرح ” مضحك” يخرج من قيادات حزبية كان يعول عليها المواطن في رؤية تستشرف المستقبل لعمل الأحزاب بأفكار موضوعية تخاطب هموم الناس وشأن الوطن بموضوعية بعيداً عن الإسفاف في المسلمات والثوابت.
ولكن مايخرج من بعض القيادات الحزبية وتعمل على تسويقه أحزاب قوى الحرية والتغيير يدعو للدهشة والتعجب !!
تأمل عزيزي القارئ في هذه الجملة التي تعبر عن اتجاه جاد داخل قوى إعلان الحرية والتغيير وقد ذكرها أحد قيادات حزب الأمة القومي في ندوة محضورة ( الحرية والتغيير تعمل على تأسيس جيش وطني ومهني ) !!.
هذا هو مستوى التفكير في قيادات شبابية كان رؤساء أحزابها على قمة الهرم العسكري في السودان ولم يطعنوا “غمزا أو كيداً” في مهنية الجيش الذي قاد التغيير وأفسح المجال للأحزاب لتأتي لحكم السودان برؤية موحدة ومنهج واضح في الحكم .
عن أي تأسيس مهني وجديد للجيش يتحدث قادة قوى إعلان الحرية والتغيير ويبشرون به في ندواتهم السياسية وأصغر طفل سوداني يدرك ماهي أهمية الجيوش ودورها في تأمين المواطن .
عن أي تأسيس للجيش يتحدثون وهم لايتحدون على برنامج الحد الأدنى من التوافق حول شكل الحكم بعد أن ابتعدت القوات المسلحة عن معتركهم ونأت بنفسها عن أي تدخل في الشأن السياسي تمهيداً للممارسة السياسية الراشدة في شان الوفاق والاتفاق ؟؟.
هل يتم تأسيس الجيش من ” قوات الفتح أم من الحركات التي انشقت على نفسها أم من القوى المدنية الذين قدم لها الجيش التغيير المطلوب على طبق من ذهب وفشلت في إدارة الدولة ؟؟
على الأحزاب التي تشكل الحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير أن تعلم أن “الجرأة ” في الطرح السياسي مطلوبة في مسار غير مضمار الجيش لأن الطعن في مهنيته يوقعهم تحت مظلة القانون والمحاسبة ليس لأنهم مارسوا الخطأ اللفظي على منظومة عسكرية ووطنية فحسب بل لأنهم اعتدوا على ” ثوابت ومقدرات” المواطن السوداني لأن الجيش جيشه وجيش السودان وليس مؤسسة خدمة مدنية يقوم بإصلاحها والطعن في مهنيتها من لايفهم مهامها وقدسيتها
إن أحزاب قوي الحرية والتغيير قد ماتت وقبرت وماتبقى منها يدفع في “فواتير أخلاقية” قد تكون باهظة التكاليف.
إن مقولة( الجيش خط أحمر) تجد حظها عند قادته وتجد آذاناً صاغية عند منسوبيه وآن الأوان لنفض الغبار عنها فالصبر له حدود وقد بلغ السيل الزبى.. (من أمن العقوبة أساء الأدب )
(الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام).
نواصل..

التعليقات مغلقة.