ياسر الفادني يكتب: صورة مقلوبة !
الخرطوم/ الرائد نت
أصبحنا لا نفهم كيف تسير أمور هذا الوطن ، سياسيا مأزوم واقتصاديا متدهور وإن لمست أي جانب فيه تجده مازوما ، حتى المشاركة في العمل النقابي صار يدخل فيها القرار السياسي بدون دراسة ، حكومة قحت أول خطوة فعلتها هي التخلص من النقابات القديمة واحلالها بلجان تسيير اختارت لها من شكل طينتها ، فشلت كل هذه اللجان جميعا في عملها بل ولم تسطيع أن تقدم ماقدمته النقابات المحلولة من خدمات كانت تقدم للمنسوبين لها والمنضويين تحت لوائها لأن الاختيار كان مندفعا وسريعا ولم يعتمد علي صوت وحركة القاعدة العمالية العريضة و إعطاء حقها النقابي المعروف
المعروف أن تكوين النقابات يكون عبر إنتخابات فيها صناديق إقتراع يختار فيها العاملون في الدولة من يمثلهم لجسمهم النقابي ويستمر هذا الجسم إلى أن تأتي فترة نهاية مدته ويصبح ذات المكون لجنة تمهيدية لقيام إنتخابات أخري نزيهة ، هكذا كانت تكون النقابات ، وهذا مانعرفه ،المعروف حتى الإنتخابات التي تجري تكون باشراف رسمي من النقابات الإقليمية والدولية وتاخذ صفة المراقب والمقيم
الخطاب الذي صدر من الأمين العام لمجلس السيادة بتكوين لجنة تسيير نقابة التربية والتعليم غير سليم ويحتاج للمراجعة ، من إختار هؤلاء ؟وماهي معايير الإختيار؟ هل أتوا بانتخابات أم إختيار قاعدي متفق عليه من الإدارات المختلفة أم أنه خبط عشواء ؟، ماحدث أعتقد أنه سابقة غير كريمة وتدخل سافر في أمر التكوينات النقابية
قمة الخطل السياسي والتخبط وضرب العشواء أن تتدخل الحكومة في شان تكوين الأجسام النقابية ، كل الحقب السياسية التي مرت قبل حقبة التغيير كانت تحترم العمل النقابي حتى حكومة سوار الدهب اختارت رئيس الوزراء وكان نقابيا وهو الجزولي دفع الله ، رئيس النقابة العامة لعمال السودان كان مميزا وكان محترما وله مكانة خاصة عند رأس الدولة ، لم يهان العمل النقابي إلا في ظل الحكومة الإنتقالية التي شردت النقابيين واتحاداتهم وبالذات لجنة تسيير التعليم التي كونت لم تفعل شيئا في كبح جماح عملية التدهور التعليمي بسبب ضعفها وكل اللجان التي كونت ضعيفة لأنها لم تتخذ وضعيتها الشرعية وهذا ما دعى النقابات الدولية تفرض عزلة دولية على لجان التسيير السياسية التي تكونت في عهد حمدوك ولم تعترف بها وأرسلت خطابات بذلك
نقابة التعليم تعتبر من النقابات التي لابد أن تكون قوية ومتينة التكوين وثابته الأساس في الإختيار لأن القاعدة العمالية التي تشرف عليها هي قاعدة عريضة وقاعدة يعتمد عليها بناء المجتمع وصناعة الأجيال القادمة وتشكيلها هي قاعدة المعلمين والمعروف أن للتعليم إدارات كثيرة إن كانت بالمركز أو بالولايات ، فيجب عند الاختيار أن يتم بمهنية عالية واختيار ينبع من القواعد.والمستويات التحتية
دائما القرارات الغير مدروسة لا تأتي أكلها وخاصة إن كانت في الأجسام النقابية فيا حكومة دعوا العمال يختارون من يريدون عبر الممارسة الشرعية المعروفة وهي الإنتخابات النقابية المعترف بها ولا تتدخلوا في الشأن النقابي هذه صورة مقلوبة يجب أن تعدل .
التعليقات مغلقة.