ياسر الفادني يكتب: ناس ليلى ….جَني !
الخرطوم/ الرائد نت
ما أروعك يا حاج الماحي رحمة الله عليك ، عشت طول حياتك عاشقا ومحبا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، للراوي والمادح حاج الماحي أحباب نثروا القريض دررا بالعامية في مدح من هو أفضل من خلق الله سبحانه تعالى وابدعوا في الوصف والتشبيه البليغ مستمسكين بنهج أسلوب السهل الممتنع، أسلوب الألفاظ التشويقية منهم شيخ البرعي السوداني رحمه الله والشيخ المكاشفي على سبيل المثال لا الحصر كلهم تركوا لنا إرثا ضخما في مدح الحبيب
من بعد الليل ماجن ….ناس ليلى جني ، واحدة من البدائع البلاغية التشبيهية التي نثرها هذا النحرير ، تعد أجمل مانبضت به قريحة هذا العاشق للجناب المحمدي حاج الماحي ، هذه المدحة كتبها وهو في لحظة تجلي ظاهر من الايمانيات المتجددة كل لحظة ليلا ، ولحظات صافية تجسد الحب العظيم الذي لايضاهيه حب وهو يخط هذه القصيدة
، الليل عند حاج الماحي لا يعني فترة من الزمان تمضي فحسب بل الليل يمثل في نفسه الذكر والليل للقيام ولحظة التجلي ولحظة التهجد هي لحظته المعشوقة التي يستمتع بها ليلا ويستلذ ! ، الليل عند حاج الماحي هو السراي …ياالسراي …الجافو النوم وعقدوا الرأي ، الليل عنده هو التمتع بجرد الألفية تسببحا وذكرا وصلاة على المعشوق ، هنا في قصيدة من بعد الليل ما جن وصف ذلك في وصف بديع حينما قال :
زاد الغرام علي والشوق شجني
بعد السحر جاءني وكسني
أعني ركيعاتي الكان انسني
انستهن في مدحي فاجلسني
بتن علوم حضراتن وناقصني
حفرن مدينة قلبي فاسسني
لي ذاتهن ربني ودراسني
في مدرسة كتابن الحقني
بعد.امتحان لجناتن عانقني
ما أجمل اللفظ التشبيهي لعاشق الرسول حاج الماحي عندما شبه لذة العبادة التي تأخذ بروحة نحو سماوات التعبد الخالص بحسناوات يسلم نفسه لهن فيفعلن به العجب العجاب ، مفردات جزلي مفعمة البديع وحلاوة التشبيهات
احتلن اجزاءي كلي وعفني
لا رسوم لا جزية ما كلفني
كشفن لذاك الساق وطعمني
في برلمان اسماهن عاهدني
وأمام رئيس ديوانن معهدني
شعر المديح عند.حاج الماحي طيب الله ثراه اركانه تعتمد علي النبض الصادق والمفردة المفعمة بالحب الأنيقة، وتراكيب لفظية عجيبة وترجمة صادقة تترجم تمور بها سويداء قلبه الطاهر ، حتى عند لحظات وداع الإنس الجميل أبت نفسه إلا أن تعبر في وداع جميل لتلك اللحظات الطيبات ، اللحظات للتي ثملت بها نفسه لدرجة الانجذاب السماوي الذي لايعرف لذته إلا العابد الذاكر الذي لسانه رطب بذكر الله وصلاة علي الماحي الذي سمي عليه وما أجمله من إسم!
خاطبتهن مسرور لا تودعني
كونن معي وبذلك شجعني
صلوات ابن ابايزيد أهداها مني
لروح سراج مقصودن والتمني
أحمد غطاء أسوار سورن ضمني
صلى عليه الله سلامو مني
ليت لنا قلب مثل قلب هذا الرجل ، الراوي المادح الذي لم ينطق إلا طيبا ولم يعيش إلا صافي السر والجهر والسريرة ، ما أجملك يا ابونا الشيخ حاج الماحي دام نبضك في حب المصطفي حيا فينا ودام نبضك خالدا فينا وانت ميت ، عشت في هدوء ومت بهدوء وإن شاء الله في جنة عرضها السموات والأرض بالقرب ممن أحببت وعشقت هو حبيبك وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فصلوا عليه .
التعليقات مغلقة.