بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: تحالف الأقوياء…

متابعات/ الرائد نت

كما غير الانقلاب من تركيبته الأولى كلجنة أمنية للنظام المباد إلى حاضنة من الهوابط.. غير النظام مرة أخرى تركيبته المعتمدة على النظام الرئاسي إلى الأمانة العامة التي أعلن أمس عن انتخاب المدعو إبراهيم محمود حامد أمينًا عامًا لحزب المؤتمر الوطني الذي بدا غير معترف بقرار حله على اعتبار أن الوثيقة الدستورية التي أمرت بحله قد ماتت ونسي هؤلاء أن الشارع حي لا يموت..
فاستحداث الأمانة العامة يشير إلى أن الكيزان الذين وعد العائدين منهم للخدمة بسلفيات كبيرة حتى للذين استلموا حقوقهم وفوائد ما بعد الخدمة، والملاحظ في هذا الصدد أن عددية كبيرة منهم رفضوا العودة للخدمة أو بالأصح طلب منهم البقاء في منازلهم لحين إشعار آخر، وهؤلاء هم الذين أضحوا قريبين من الثوار والذين أوجدتهم الظروف في لجان المقاومة والخدمات والتغيير، وبعض الذين غادروا البلاد بعد الفصل مباشرة وذلك لأداء أدوار مكشوفة للثوار..
ما كان الانقلابيون يريدون الإفصاح عن ذلك إلا بعد أن تأكدوا من استحالة إيقاع الهزيمة بالشارع، وبعد إعلان الحزب الشيوعي عن تحالف الأقوياء بعد لقاء كاودا وجوبا، ومواثيق أقوياء الداخل جعل السلطة الانقلابية تعلن قائمة المدعو محمود، ولم تشر مواقع التواصل ولا مواقع الإسلاميين عن انتخابات أو جلسة تم خلالها تكليف الأمانة العامة، وإذا سألتهم سيجيبونك بأن افطار غزوة أحد الرمضاني هو تاريخ هذا الاختيار، لكن عدم الإعلان عنه ربما يكون لعدم التأثير على نفسيات عمر البشير ومعاونيه المتواجدين بالسجون.. والذين تتخطفهم الأيدي حتى لا يستخدمهم البرهان كسلاح مجرب بتسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية، ليحظى بقليل من المقبولية والاستمرار لنهاية الفترة الانتقالية، في وقت تتجاذب فيه القيادات الرأسمالية الانقاذية البشير بالسعي الدائم لتهريبه الذي نلاحظ مبادئه في الغياب المتواصل عن جلسات المحكمة..
وفي تقديري أن حزب المؤتمر الوطني المحلول لم يختار الوقت الصحيح لفرض نفسه، وسيكون في المرحلة القادمة مثل مقاولي الأنفار يجمعون بعض الضعفاء في فندق التاكا ويعلنون عن أمر كوادرهم بالمشاركة في مليونية كذا وكذا، يكون القابض واحد والمغشوشين عشرات، فالعمل بنظرية الإغراء لتحقيق المطالب امتاز بها الإسلاميون حتى وهم في السلطة، هكذا يخطط البرهان لاستعادة النظام المباد الذي يسعى بكل ما أوتي من إمكانات ليسلمهم الحبل ويتخارج ، خاصة بعد التسريبات الصوتية التي أشارت لمشاركة من كان نقيبًا حتى وصل رتبة فريق وهو لم يفارق مناطق القتل والإبادة في دارفور.
فالإعلان عن تحالف الأقوياء أربك الحسابات وأخرج الأفاعي والخلعة وصلت حتى لأروقة الهبوط الناعم، الذين رفضوها مملحة وطلبوها قرقوش عندما رفضوا التفاوض كأفراد أو أحزاب، وليس كتلة واحدة أداة طيعة في يد العسكر وخدمة أجندة الغرب والمحور، فها هم يعلنون الجبهة الوطنية الموحدة على منوال المركز الموحد الذى أعلنته لجان المقاومة والحزب الشيوعي والسؤال من هم أعضاء هذا النادي؟
لن نجيب ولا نحتاج لإجابة حتى لا نجدد مواجع وفواجع اعتصام الموز فقط نسأل عن المكان الذي سيرمى فيه ساقطها.
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.