الجنرال حميدتي بالقاهرة ٠٠٠٠مياه النيل حضورا.. طارق ابوتبيان يكتب..
متابعات/ الرائد نت
عقب عودته من رحلة روسيا الاستراتيجيه افاد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي عبر المؤتمر الصحفي الاخير بمطار الخرطوم ، بتوقفه بمطار القاهرة الدولي ولقاءه لمسئولين مصرين برئاسة مدير المخابرات العامة المصري (عباس كامل)الذين سابقوا الزمن واكموا مناقشة عديد القضايا التى تهم البلدين وخاصة الراهن السياسي بالسودان ودورهم في تحقيق التوافق الوطني بين المكونات المختلفه وأيضا تمت مناقشة قضايا هامة في طليعتها قضايا مياه النيل ٠
الحكومات المصرية المتعاقبة علي مقعد الحكم تجدها اكثر حرصا واهتماما بقضايا مياه النيل ويعتبروها (قضية من قضايا الأمن القومي لمصر) وتوضع لها سياسات واضحه تجعلهم محافظين على حصة مصر من مياه النيل ، كما تبنى السياسة الخارجيه مع دول المنبع والممر (حوض النيل ) من أجل تحقيق اهداف ومصالح مصر الاستراتيجيه ، التي تقوم على الإستفادة الكبرى من مياه النيل في مجالات توليد الطاقة الكهربائيه وري المشروعات الزراعية ، التى تعتمد عليها الاستثمارات المصرية في انعاش خزينة الدولة ، فالشقيقه مصر تظل تسعي جاده لديمومة هذه الاستراتيجيه مع قدرتها السياسيه والعسكريه لابعاد اي مهددات او اطماع اقليمية او دولية على طول شريط نهر النيل.
حكومتنا السودانية منذ استقلال البلاد وصولا للوضع السياسي الراهن ، لم نسمع لها خط استراتيجي واضح في قضية مياه النيل ، بل ظلت تبدي تفاعلا خجولا مع ملف مياه النيل ، فطيلة السنوات الماضية ظلت تهتم بابرام الاتفاقيات الثلاثية (مصر_ السودان _إثيوبيا ) لتقسيم مياه النيل بنسب تراها مرضيه وتبصم عليها عاجلا وبالرجوع للحصه المتفق عليها نجد حصتنا من مياه النيل غير مستغلة الاستغلال الكامل وفي النهاية تذهب لصالح المشروعات الزراعية لمصر الشقيقه ، كما نجد هناك غياب دائم في الرؤية لحكومة السودان يتمثل في انعدام التخطيط الأمثل الذي يحعلنا مستفيدين من مياه النيل ولهذه الأسباب واخرى ستظل مصر تدخلنا في خططها للسيطره على مياه النيل بلا مقابل او أدنى منفعه ٠
الجاره إثيوبيا عندما اطلقت مشروع سد النهضة قدمت لنا محفزات اكثرل من ايجابية ونحن كسودانيين لم نحسن دراسة تلك الحوافز ولم نتمكن من الوصول لرؤيه متكاملة تجعلنا نحقق المصلحة العامة لشعبنا ودخلنا في تعنتات واحلاف قادتنا الى طريق اللافائده مع تعدد اللقاءات الثنائية والإقليمية والدولية وفي النهاية قام سد النهضه ٠ فبرغم اعتراضات الأشقاء المصريين علي قيام سد النهضة الا سد النهضة اصبح واقع جديد يرونه مهددا لأمنهم القومي لانهم سيفقدون نسبه كبيره من مياه النيل ولسوء تقديرات حكومتنا الانتقاليه الأولى تبددت وتبخرت الوعود التى قطعتها دولة إثيوبيا للسودان بتقديم الدعم اللازم في مجال الطاقه الكهربائية التي ينتجها سد النهضه ٠
وفد الحكومة المصريه برئاسة مدير المخابرات العامه عباس كامل والوفد المرافق له طلبوا من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي بان يلعب دور محوري مع حكومة دولة جنوب السودان لفتح مجال للتعاون ، يحقق لهم إكمال مشروع قناة جونقلي وهو مشروع قديم جاءت فكرته ايام الاستعمار البريطاني للسودان في العام ١٩٤٧م وأعدت له دراسات للتنفيذ منذ العام ١٩٧٣م وبدأت الحكومة السودانية التنفيذ بالتعاون مع حكومة مصر في عام ١٩٧٤م عبر ادخال شركات فرنسيه متخصصه استطاعت تنفيذ ٦٨% من عمليات حفر القناه بين مدينة( بور و ملكال )ولكن مشروع الحفر توقف بسبب اندلاع الحرب الاهلية بجنوب السودان في العام ١٩٨٣م وخرجت الشركات الفرنسيه تاركة جميع الياتها ،حتى اصبح جنوب السودان دوله قائمه بذاتها ٠
لو نظرنا للعلاقات الثنائية بين السودان وجنوب السودان نجدها علاقات أكثر من ممتازة في الوقت الراهن والفريق أول حميدتي يتمتع بقبول كبير وسط القيادات السياسيه والعسكرية الحاكمه بدولة جنوب السودان الشقيقه وكذالك العلاقات السودانية المصرية تسيير على تقارب وتفاهم كبير في القضايا الداخليه والخارجية ، كما لا ننسي العلاقات بين السودان واثيوبيا برغم مشاكل الحدود الشرقيه (الفشقه) ، فبالتالى هذا الوضع الدبلوماسي الدافئ الذي تتمتع به حكومة الفترة الانتقالية الحالية يجعل منها وسيطا مقبولا لكل الأطراف الاخري التى لديها تخوفات وشكوك بشأن مياه النيل ٠
وبالرجوع لقناة جونقلي الان بها عوائق كثيره لن تجعل الطريق إليها ممهدا لاكمالها والاستفادة من مياهها بالنسبه للدول الثلاث(مصر _ السودان _ جنوب السودان ) برغم كثرة الفوائد بالنسبة لجميع الأطراف ، فإذا تناولنا دولتنا السودانية ، نجد هناك عائق كبير يتمثل في حجم التعويضات التى تطلبها الشركات الفرنسيه المنفذه للمشروع سابقا والمؤكد عدم قدرة السودان الماليه لتسديد مطالبات الشركات الفرنسيه لافي القريب العاجل ولا البعيدالأجل ، فالسودان الآن يعيش في قضايا سياسية واقتصادية كبيرة تتطلب الدعم والاسناد العاجل من الحكومة المصرية وأن موضوع المياه سوي كان يخص سد النهضه او قناة جونقلي ليس مكان إهتمام لقيادتنا السياسيه في الوقت الحالي ٠
أما دولة جنوب السودان برئاسة الفريق أول سلفاكير ميارديت كانوا واضحين وقالوا لدينا اتفاق يلزم الحكومة المصرية بتقديم خدمات في التعليم العالي والتعليم العام وخدمات توليد الكهرباء المائية وتعبيد الطرق الداخليه (التنميه مقابل الماء)وهى ترى ان الحكومة المصريه لم تتحرك حتى الآن في هذا الاتجاه المتفق عليه بين الحكومتين ، مع وجود تعقيدات محليه تبديها بعض المكونات الاجتماعيه بجنوب السودان الذين يرفضون تجفيف مساحة مليون ونصف من المستنقعات وتحويلها لاراضي زراعية ليست لديهم إمكانيات وقدرات للاستفاده منها حاليا
اذن الحكومة المصرية هي المستفيد الأول من مشروع قناة جونقلي بعد فشلها في إيقاف قيام سد النهضه ، لأن قناة جونقلي لوحدها حسب دراسات الخبراء في مجال المياه سيضيف لمصر حوالى 5 مليار متر مكعب من اجمالى ما توفره القناة وهو 20 مليار متر مكعب ولو سلمنا بأن حوجة السودان للمياه في ظل عدم التوجه نحو الزراعه ستكون صفريه ف 75% من مياة قناة جونقلي ستستفيد منه مصر.
دوافع الحكومه المصريه نحو الاستفاده من مياه النيل دوافع إستراتيجية وتعتمد على السودان بنسبة 95% لتنفيذ وتحقيق أهدافها للحصول على تلك المياه ولذلك تحرص دوما بادخال الحكومه السودانيه كطرف في توقيع وتحريك اتفاقيات مياه النيل ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي تحدث خيرا عن مصر المؤمنه ونعود ونذكركم يا ابناء النيل بأن ملف مياه النيل سوى كان في (سد النهضة او قناة جونقلي) بأيدي أمينه ٠