الحركة الوطنية للبناء والتنمية تصدر بيان حول أحداث ٣٠ ديسمبر
الخرطوم/ الرائد نت
بيان بشأن الانتهاكات الملازمة لتظاهرات ٣٠ ديسمبر ٢٠٢١
قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}. [المائدة – 32].
رصدت الحركة الوطنية للبناء والتنمية عمليات القمع والبطش اللاقانوني واللاديني، الذي وجهته السلطات الانقلابية نحو التظاهرات السلمية في الثلاثين من ديسمبر، والذي تمثل في قتل النفس المتعمد والتعدي السافر على الحرمات والحريات والحق في التعبير السلمي عن الرأي والموقف، وقد تمظهر ذلك في الآتي:استخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين السلميين، مما أسفر عنه ارتقاء أرواح بريئة نسأل الله لها الرحمة والمغفرة.
إصابات متفاوتة وسط المتظاهرين، ناتجة عن الإصابة بالرصاص الحي وبانفجار عبوات الغاز المسيل للدموع، والاستخدام المفرط للرصاص المطاطي، والضرب الوحشي بالعصي والهراوات.
تواتر الأخبار عن اعتقالات للمتظاهرين، ومطاردات وصلت لاقتحام حرمات المنازل وباحات المشافي.
نهب وسلب ممتلكات المواطنين الشخصية وتعمد الإذلال لشخوصهم.
سلب حقوق المواطنين في التمتع بحق حرية التنقل داخل ولاية الخرطوم، بإغلاق الجسور الرابطة بين مدن الولاية.
سلب حقوق المواطنين في حرية التواصل والتعبير بقطع كافة وسائل التواصل الهاتفية والشبكية.
التعدي السافر على حرية الصحافة والصحفيين، والتعدي على المراسلين ومكاتب البث التلفزيوني لبعض القنوات العالمية، وغيرها من الانتهاكات.
إن مكتسبات ثورة ديسمبر التي بذل فيها ما بذل من أرواح ومجاهدات، سعيًا نحو الحرية والعدالة والكرامة لأهل الوطن، أٌهدِرت وقُوِّضت بفعل سلطةّ استبداديةٍ لا وطنية لا تراعي حرمةً ولا عهدًا، ولقد بذلنا القول أن في سيرة نظام الإنقاذ عبرة لمن أراد الاعتبار، وفي مآل قياداته عظة لمن يتعظ، إلا أن القيادة الانقلابية ليس فيها رجل رشيد له الإرادة أن يكبح جماح شهوة السلطة أو أن يلتمس طريقا للسلامة.
فإلى الشباب الثائر من أجل القيم العليا، المتطلع لدولة الوحدة والمؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية، يقول تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}. [يوسف – 87]، إن الصف الوطني الفعلي هو صف الاستقلال عن الانتماءات السياسية الضيقة، هو الصف الممانع للاختراقات، وهو المستعصم بالمبادئ والممارسة ذات الأخلاق الرفيعة، وهو الصف الواعي بأسس بناء الدولة وأسس نهضة المجتمع، فعلى هذا يكون النضال وتكون المجاهدة. لقد وضعت الحركة الوطنية في أوراقها المنشورة أسسًا للحل السياسي والاجتماعي في هذه المرحلة من عمر الوطن، ولقد دعونا إلى مواثيق الوحدة الوطنية الجامعة لكل الكيانات الأهلية والاجتماعية، ومواثيق العمل السياسي والنقابي والعلاقة مع القوات المسلحة، وشددنا على دعوة تحييد القوات المسلحة عن الحكم والعمل السياسي بالكلية، الأمر الذي لن يتحقق إن لم ترتقي القوى السياسية عن الحلول السطحية المستعجلة، والتي لا تفارق نوايا المحاصصة والاقتسام لمقاعد السلطة، وإن لم ترتقي كذلك فوق الصراعات الآيديولوجية والحزبية المكبلة للمشروع الوطني الجامع.
إننا نجدد دعوتنا إلى مسارات الحل السياسي والاجتماعي الموضوعة، سائلين الله عز وجل أن يتوفر لها الوعي والإرادة الكافية، كما نسأله تعالى الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للوطن.