زاهر بخيت الفكي يكتب : انتبهوا.. الحال مائل..!!
متابعات/ الرائد نت
استمعتُ لأحدهم وقد اعتلى بفرح مسرح الاعتصام نُسخة القصر الجمهوري وهو يهتُف بحماس شديد، وينادي في غمرة حماسِه بأنّ مطالبهم هي حل الثورة الآن الآن، لم يُصحِّح ما قال وحُسن الظن ذهب بنا في اتجاه أنّ القائد الثوري (النكرة) رُبما أخطأ وهو يقصُد حل الحكومة، لأنها نغمة مُتداولة بكثافة هذه الأيام أكثر من تداول أغنيات دسيس مان في نسخة الاعتصام الأولى (الأصلية) في القيادة العامة، وكُل أتباع قادة قحت (تو) ظلّوا يُرددونها بلا وعي منهم، وكأنّ حل مُعضلات السودان يكمُن في ذهاب حكومة حمدوك العاجزة هي الأخري عن تحريك يد السُلطة لتهِش بها وتنِش ما تعلّق في جسدها من كائنات غريبة، أغرتها هشاشة القادة وضُعف الارادة.
صدقوني سيذهب حمدوك غداً بحكومته، وسيذهب الأربعة من حيث أتوا، وسيظل الخلاف في مكانه لجهة أنّ الخلاف لم يكُن أصلاً لأجل السودان وأهله، ومن ترعى خرافهم اليوم حول جُدران القصر الجمهوري، ظلّ الخلاف موجود داخل كُل خيمة من خيمهم المنصوبة في موقع الاعتصام ولم ولن يكونوا في يوم من الأيام على قلبِ رجُلٍ واحد، اتحدوا اليوم فقط لاسقاط من استأثروا بالنصيب الكبير من كيكة السُلطة، أما رفعة السودان واصلاح حال أهله فهذه شعارات لا وجود لها في قوائم مطلوباتهم، وإن وجدت فموقعها في أخِر القائمة.
ومن أعلنوا الخروج في 21 / أكتوبر رُبما يُبيتون النية لاعتصامٍ في مكان آخر، لمنافسة هولاء ما فيش قحت أحسن من قحت، ومن بيده قلم السُلطة فلن يكتب إسمه في زمرة الفلول، والله وحده أعلم ما تدُسه لنا الأيام القادمة في أحشاءها من خبايا، نسأل الله أن يُنجي السودان وأهله من هذه الكوارث.
نقول ونرفع الصوت عاليا، والعشم أن يستمع إلى النداء الخُلّص من أبناء وطني ويُلبوا نداء الوطن، فالسودان في مُفترق طُرق أحوج ما يكون اليوم لمن بيدهم القدرة على التغيير الحقيقي، وأحوج لمن يستطيع أن يُزيح العراقيل من سكة قطار التنمية والاستقرار للانطلاق، نقول لهم بصدق الحقوا الوطن المُتأزم والذي إن فرطنا فيه اليوم فلن نجد غداً وطناً يجمع شتاتنا، والطريق الذي اختاره الفُرقاء لن يوصلنا إلى ما خرجنا لأجله.
ثوب السُلطة المُهترئ تتجاذبه الأن قحت الأولى صاحبة الإسم، وقحت الجديدة والتي أشرعت أبوابها لكُل طامع في السلطة للدخول، وفتحت ذراعيها حتى لجماعات النظام السابق ومن يُدعمونهم في داخل السُلطة من عسكرٍ ومدنيين، وكُل طرف منهم يطمع في الاستئثار به لوحده، وليذهب المواطن الممكون إلى الجحيم، وليتشظى السودان لعشرات الدول فلا يهُم، المُهم أن ينال هؤلاء السُلطة ويتلذّذوا بنعيمها الزائف والذي لو دام لأحد لما دخل فيكم أحداً القصر ولما اقتربتُم يوماً من أبوابه.
والله المُستعان