الفاتح جبرا يكتب : في رقبتكم !
متابعات/الرائد نت
حاولنا مراراً وتكراراً الفكاك من دائرة الكتابة عن حالة الفوضى والإنفلات الأمني المريع الذي تشهده البلاد بعد تولي اللجنة الأمنية للمخلوع أمره وسلطاته، فقد أوسعناه نقداً وبحثاً وتذمراً ولكن نعود إليه مرغمين بعد أن بلغ السيل الزبى وتخطى الأمر مرحلة القلق والخوف والترويع وصار هاجساً يومياً يلقي بتساؤل مشروعاً : إلى متى تظل هذه البلاد تحت رحمة عصابات مأجورة مدعومة من نفس الزول؟ (وكمان عاوز الناس تفوضو) !
ماذا يريدون من الشعب السوداني أكثر مما أعطاهم له؟ اخذوا أبناءه وثرواته وحكومته التي يعبثون بها كيفما يشاءون دون أي مقاومة تذكر من الشارع ، أطفأوا لهيب الثورة بأساليبهم القذرة بشراء بعض قادتها الهشين خائني دماء الشهداء الذين كانوا بالأمس يهتفون باسمائهم، يئس الشباب من ثورتهم فخرجوا في رحلات مجهولة حيث تصطادهم عصابات الإتجار في البشر أو يموتون غرقاً حيث يبتلعهم البحر الذي شبعت حيتانه من جثث أبنائنا والأكثرية قد باعت ما تملكه وغادرت البلاد طلباً للحد الادنى من العيش الكريم.
الشعب ترك لهذه الحكومة القذرة الخبيثة (الجمل بما حمل) فماذا بعد؟ (عايزين تاني منو شنوو) ؟ بربكم هل مرت عليكم حكومة هزيلة فاشلة مثل هذه الحكومة التي تدار عبر أخبث كيزان العهد المشؤوم؟ نعم إنها الورقة الأخيرة للكيزان بعد أن جربوا خلق جميع الأزمات فلم يفلحوا إنهم يتعاملون الآن مع الشعب السوداني بأشرس أسلحتهم عبر فلولهم في الأجهزة الأمنية والعدلية والتي يوجهها ويرسم لها الخطط مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية والمطلوبين للعدالة الدولية .
لم يمر علينا يوم دون أن يشيع الشعب أحد أبنائه مقتولاً بيد الغدر المأجورة ، نعيش الآن تحت ظل قبضة عملاء خونة أصحاب أجندة معروفة للقاصي والداني نفذت كلها تحت إشراف عملاء أنهكوا البلاد وقسموها إرباً إربا واشعلوا فيها الفتن وادخلوا فيها قوات القتل السريع التي استولت على كل البلاد وممتلكات العباد دون أي وجه حق، سرقوها ونهبوا ذهبها بالطائرات وحصدوا أرواح أبنائها في حروب خارجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل وبثمنها تسلحوا لقتل ما بقي منهم في الداخل ، فأي وضع أسوأ مما نحن فيه الآن؟
أين اجتماعات السيد رئيس الوزراء ولجانه الأمنية المزعومة؟ وأين قراراته التي لا تسوى الحبر الذي كتبت به ؟ أين هم من هذا الجرائم التي تحدث في وضح النهار؟ أهكذا تعمل الشرطة في تناغم تام يا سعادة الرئيس كما صرحت لنا؟ هل سمعت بجريمة مقتل الشاب (مازن الجيلي) الذي قطعت جثته أشلاء وتم رميها في (الخور)؟
هل سمعت باللص الذي سرق الشرطي في سوق ود مدني كما رشح في الأسافير في تصرف يعتبر صفعة مخجلة في وجه الشرطة ووزير الداخلية ورؤسائه أعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع؟
انت وين ياخ؟ بتجتمع معاهم بتقول ليهم شنووو؟ ورونا بس ؟ بمن تعبر يا رااجل إذا قتل الشعب؟ نحن نعلم ان كل طاقم الحكومة هزيل وضعيف و(قاعد صورة) وانكم تأدون ما تأمركم به اللجنة الأمنية للمخلوع لكن ألم تحرك فيكم هذه الجرائم الشنعاء ساكناً كبني آدميين (ساي كده؟) ، يعني وصلتوا حالة نزعت من قلوبكم حتى نخوة الإنسانية؟ لماذا تحصد أرواح أبناء الوطن وانتم تتفرجون؟ الا تستحون أمام العالم وانتم بهذا الهوان؟
أين تلك التاشرات والدوشكات التي كانت مصوبة نحو صدور أبنائنا الثوار؟ أين تلك الجيوش الجرارة من الملثمين من أجهزة الأمنية المشؤومة التي كانت لا تراعي طفلاً ولا كهلا ولا إمرأة ؟ أين ذهبت تلك القوات وهي ترى القتل (الآن) في الشوارع؟ هل قامت بتغيير مقاعدها فقط مع احتفاظها بمهمة الترويع والخوف في حلة جديدة اسمها ٩ طويلة؟
لماذا يبقى وزير الداخلية الذي يستحق مع الاقالة أشد العقوبات لأنه فرط في مهامه الوظيفية التي أدى عليها اليمين أمام الله ويتقاضى بموجبها مرتباته ومخصصاته وحوافزه المليارية؟ متى يستقيل أو يقال والأمور تزداد تفاقماً والقتلة (يتفننون) في نهب وقتل المواطنين؟
وقبل ذلك كله لماذا تبقى حكومة وعلى رأسها من لا يستطيع أن يرفع نظره في وجه العسكر وعصاباته ويظهر كالتلميذ المؤدب الذي يقف أمام أساتذته؟ ثم أين (الثوار) الذين قادوا (المواكب) والمظاهرات ثم تربعوا على كراسي الحكم الوثيرة وتقاسموا الوزارات والمناصب (خلاس المهمة إنتهت؟) !
اللهم عليك بكل من تولى أمر هذا الشعب المسكين وضيعه استهتاراً وجهلاً وهواناً.. اللهم مزقهم شر ممزق وأرنا فيهم عجائب قدرتك يااااااااا رب العالمين.
كسرة :
تسرق ساي ممكن.. تقتل عشان تسرق برضو مفهومة لكن أن تمثل بالجثة وتقطعها أشلاء فمعنى ذلك أن هدفك ليس السرقة لكنو حاجة تانية .. (ما عاوزة ليها درس عصر)!