السودان | عمار محمد آدم يكتب: سامانتا باور تريد إنشاء جيش جديد
الخرطوم | الرائد نت
وتأجلت زيارة البرهان إلى الولايات المتحدة وتنتظر امريكا زيارة اخري لحمدوك ومن المؤكد انه سيتبعه فيها عمر قمر الدين وكنت قد تابعت زيارتها واحصيت اقوالها.
لقد جاءت لتنقل ملف العلاقات السودانية الامريكية من منضدة الرئيس البرهان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الي منضدة رئيس وزراء الفترة الانتقالية. واعتقد انها قد اخطأت خطأ فادحا بفعلتها هذه. فقد حركت الملف من الثابت الي المتحرك او المتحول. فالثابت الوحيد الان في المسرح السياسي السوداني هو الجيش وما سواه وضع انتقالي هش. وهذا ما قالته حين وعدها بالدعم المادي الموعود فهي لن تسلمه الا الي وضع سياسي مستقر وحكومة ثابتة وهذا ما لايتوفر لحكومة حمدوك والفترة الانتقالية. مما يعني ان الاموال الموعودة في ظل هذا الهرج والمرج السياسي والاقتصادي لن تأتي قريبا.وقد قامت مشكورة بالثناء علي ثورتنا وقدرة شعبنا علي اقتلاع نظام البشير. ولكنها غفلت عن اكبر واعظم حقيقة في هذه الثورة والتي قالت انها قد اذهلت العالم مفادها ان شعبنا قد ثار من اجل الكرامة اولا. وتحقيق السيادة الوطنية كاملة غير منقوصة. وكنت اتمني من الزائرة الامريكية ان تتحدث عن الحريات والانتخابات وحق الشعب السوداني ان يحكم نفسه بنفسه لا ان ياتي إليه من انقطعوا عنه عقودا من الزمان لايعرفون تفاصيل الحياة اليومية فيه ومغرمون بامريكا والغرب ليقرروا مصير هذا الشعب الذي هو صعب المراس ومؤسسات المجتمع فيه اقوي من مؤسسات الدولة .
ان مؤسسات المجتمع الاهلي اقوي من منظمات المجتمع المدني. وان هنالك الكثير من الحقائق البديهية علي الارض لايدركها الذين تنتظر هذه السيدة منهم ان ينفذوا ما دعت إليه. ونادت به. فالامر ليس بالسهل كما تظن هذه الزائرة.وفيما قالته هذه السيدة انه يجب انشاء قوات مسلحة سودانية وكلمة انشاء تعني قيام جيش جديد ولكن للاسف فإن هذا مالايستطيع فعله حمدوك ولامن معه فالجيش السوداني كتلة صلبة صماء من الصعب اختراقها او خلخلتها. فهذا امر يجب الاتحلم به هذه السيدة مجرد الحلم. ومثلما فشلت كل محاولات تغيير تركيبة المجتمع السوداني .كذلك من المستحيل تغيير الجيش السوداني تحت اي اسم من المسميات.
كنت اتمني ان تتحدث الزائرة الامريكية عن العدالة وضرورة اكتمال المؤسسات العدلية ومن ذلك المحكمة الدستورية وكنت اتمني ان تتحدث عن القيم والمبادئ الديمقراطية وضرورة ان تجري الانتخابات في اقرب وقت ممكن ولكن يبدو أنها مازالت تسير في خط ممارسة الضغوط كما كانت تفعل امريكا مع النظام السابق والذي قدم للامريكان الكثير من الخدمات الجليلة في المجالات الأمنية وعود الامريكان ان يعطي ويمنح دون مقابل يذكر سوي اشباع طموح وتطلعات بعض الاشخاص.سماتا باور بزيارتها الاخيرة للخرطوم تحاول ان ترسي قواعد تعامل للادارة الامريكية لايقوم علي الندية بالرغم من ان لغة خطابها كانت معتدلة ومعقولة. ولكن غاب عنها ان الجيش والمجتمع امر لايمكن تجاوزه في رسم سياسة خارجية جديدة للولايات المتحدة في السودان ولن يستطيع ربائب الغرب والولايات المتحدة ان يحققوا لها ماتريد .فهم اضعف مما تتصور وان حاولوا ان يبدوا لها بغير ذلك وقد احاطوا بها احاطة السوار بالمعصم وحجبوها عن الاخرين حتي ان ندوة قاعة الشارقة لم يسمع بها الكثير من المؤثرين في الساحة السياسية السودانية الا بعد نهايتها.
نحن نعلم ان استراتيجية الولايات المتحدة الاقتصادية تقوم علي الاتجاه الي أفريقيا حيث المواد الخام وعلي الاخص النفط الافريقي والمعادن ثم الموارد البشرية او قل العمالة الرخيصة والاسواق. ولكن يجب الا تنسي امريكا ان لها منافسون خطرون في السودان وفي القارة الافريقية هما الصين وروسيا وربما تركيا ايضا. وانها يجب ان تقدم عروضا جيدة للشعب السوداني والذي يجب الا تعتقد انه شعب ساذج وبسيط .وانها وعبر عملائها تستطيع ان تفعل به ماتريد وتحقق أهدافها وتنفذ اجندتها.
لن يخفي علي الولايات المتحدة الكثير من المهددات الداخلية في بلد فيه الحدود مفتوحة علي مصرعيها مع وجود جوار مضطرب وزعزعة امنية فيه وصراعات داخلية ودولية واقليمية واجندة متناحرة. لذلك يجب ان تكون الولايات المتحدة الاحرص علي بقاء وثبات وتماسك وقوة المنظومة الأمنية في السودان. وذلك لحماية استثماراتها المتوقعة في ظل انحسار ونضوب وقلة الموارد في العالم والذي سيؤدي حتما الي مجاعة عالمية حسب تقديرات مختصين.
الجيش خط احمر واي حديث عن فكفكته وهيكلته سوف يضر بالمصالح الامريكية في السودان خاصة وان روح الجيش اسلامية وتسليحه وتدريبه روسي وهذه حقائق موضوعية يجب ان تعيها الولايات المتحدة الامريكية جيدا.