بشارة جمعة أرور: نفس الموال وبذات الكورال.. اتقوا الفتنة

متابعات/ الرائد نت

نفس الموال وبذات الكورال

لا تغيير يمكن إحداثه…

اتقوا الفتنة الجهلاء يا أيها الناس…، نأسف على الذي يجري اليوم في الساحة السياسية ونحن على ذات الحال دون أن نتعلم من قاموس الإتعاظ بالتجارب والتوبة عن الأخطاء المكررة. ففي الوقت الذي ينبغي أنّ تكون التجارب قد علمتنا أنّ الديمقراطية لازمة من لوازم السلام الحقيقي والإستقرار نعود ونكرر نفس الموال وبذات الكورال…
وظللنا نكرر بلا كلل ونكتب بلا ملل مقولة ما فتئت صحتها في الساحة السياسية كل حين مفادها أن مشكلة السودان منذ إستقلاله لم تكن يوماً في التشريعات أو الشعارات بقدر ما كانت في صدقية الإلتزام بها نصاً وروقاً بالتطبيق الأمين لها. فلم يخل دستور في تاريخنا الوطني سواء وصم بالمؤقت أو بالدائم من نصوص العدالة والحرية والمساواة دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس إلخ. ولم يقم بالأمر فينا أي قائم في نظام حزبي أو شمولي إلا وهو يرفع رايات تلك المبادئ مشرعة على مستوى الشعارات والعبارات المنمقة بالتطمينات اللفظية، ويمكن لكل من يبحث إثباتاً لما نزعم أن يلجأ إلى إستنطاق الوقائع التي تبدو متاحة لكل متابع للأحداث منذ الإستقلال.
وبالرغم من كل ذلك ظل إختلال ميزان العدالة يتعمق وما إنفكت الحريات تقمع وما برز التمييز على أرض الواقع يتسع في مجالات الحياة العامة كافة.
ذلك لا ريب تأكيد لحقيقة بديهية وهي أن لا تغيير سيحدث أو يمكن إحداثة على أرض الواقع مهما كانت روعة النصوص قبل أن تتغير مكنونات النفوس ومخزونات العقول، خاصة لدى النخب السياسية القائمة على شأن السياسة…، وقد كان المرتجى أن يحدث التغيير والتحول نحو الأفضل بعد طول الإصطلاء بنيران الحروب والإبتلاءات وبعد وصول مسيرتنا النضالية والسياسية المتعسرة إلى مفترق الطرق بين أن يكون السودان موحداً أو لا يكون، ولكن…!!( كل سوداني اليوم يعرف مابعد ولكن… ) و دونكم البُؤَر الملتهبة في كل البلاد والجهويات المستفحلة والصراعات القبلية المستعرة…
والظروف تُومئ بأن المطالبة بحق تقرير المصير قد أصبحت هماً ملحاً أو هكذا تبدو عند الجهات التي تلوح وتنادي به، بالرغم من أن الوحدة في التنوع هي التي يجب أن تكون غاية قومية عليا، فإنها لم تعد كذلك إلا بأشراطها الضرورية التي إذا إنتفت فإن ذلك يشرع الأبواب لتقطيع أوصال الأوطان كما ظللنا نشهده في كثير من الحالات في السنوات الأخيرة. ومن الواضح أن الصراع السياسي والإجتماعي في السودان عبر الحقب التاريخية، قد أفضى بنا إلى واقع أضحت فيه الوحدة الوطنية سلعة غالية لا يمكن إقتناؤها بمجرد سن التشريعات والقوانين ورفع الشعارات البراقة والمعالجات السطحية وإنما بتغييرات إصلاحيّة جذرية ستختلف حولها مواقف القوى السياسية حتماً وبالأخص التقليدية.
ويمكن أن يلحظ المراقب عدة تيارات متباينة في مواقفها إزاء أمر الوحدة الوطنية في الساحة السياسية.
ختاماً أرجو شاكراً أن تتوبة النخبة السياسية القائدة والمتزعمة شؤون السياسة إلى الرشد وتتجنب السير في لولب الفشل بتكرار ذات الأخطاء دونما إتعاظ بعبر التاريخ ودروس الماضي البعيد والقريب وما أكثرها.

إن التوافق الوطني هو المبتغى في هذه المرحلة والوحدة غاية سامية منشودة بإلحاح.
كفوا يا معشر الساسة عن نهل أسلوب الفهلوة والتدليس السياسي من كتاب لاهوت ثنائية الشمولية واللِّيبرالية، وموسوعة الإمبريالية التضليلية.

( حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب)

التعليقات مغلقة.