العقيد الركن إبراهيم الحوري يكتب: (الثغرة) .. !!

متابعات/ الرائد نت

(الثوابت) على المسرح السياسي في السودان على مستوى الحكومات المتعاقبة كانت تسيطر عليها المنافسة الحزبية في البرامج وكيفية إبراز الصور التي لا تخلو من “مثالية” في المفهوم العام لكيفية حكم السودان مع سرد التاريخ والكسب النضالي لتحشيد القواعد بالأفكار وضرورة رفع سقف الانتماء واكتساب العضوية .
(المتغيرات) التي طرأت على ذات المسرح ممثلة في رفض الآخر أو العنصرية أو كما اصطلح عليه البعض بتسميته “خطاب الكراهية” لم تتوقعها أو تتخيل وجودها أو تتنبأ بحدوثها أي دراسات أو مراكز بحوث غاصت في تفاصيل ومستجدات ذات الساحة وذات التاريخ الذي انجب المهدي وعلي دينار ودقنة والأزهري والمحجوب وكل الرموز الوطنية .
انظروا إلى كل الكوارث التي مرت بالسودان مؤخراً منذ انفصال الجنوب مروراً بأزمة دارفور وقضايا المنطقتين والاحتقان بشرق السودان وأخيرا أحداث النيل الأزرق ستجدون انها لا تخرج إلا من ثغرة واحدة كتب عليها بالعنوان الأبرز والعريض (خطاب الكراهية) .. وهى ثغرة باتت تتسع لتصبح منفذاً يأتي منه كثيف الغبار الملوث وكريه الروائح المنتنة .
وخطاب الكراهية الذي يؤسس لنبذ الآخر ويؤجج نار العنصرية وينفخ في ريح “التباغض” ماهو إلا سلوك دخيل على مجتمعنا وإرثنا السوداني وتقف من ورائه أفكار ” معلبة” تأتي من خارج الحدود مستفيدة من حالة تباين الرؤى والأفكار بين مكونات الشعب السوداني ، وعندما نقول إنها أفكار ” معلبة” نعني مانقول لأن اليقين والفطرة التي لاتقبل الشك تؤكد مرتكزاتها أن حالة “التنوع” التي جبل عليها السودانيون منذ أن نما وعيهم على الدنيا كانت حالة تجسد مظاهر النعمة في أبهى تجلياتها وماخطاب الكراهية إلا أداة تريد لهذه النعمة أن تتحول إلى ” نقمة” وتشعل فتيل الفتنة في السودان .
انتبهوا ياساسة السودان ..
انتبهوا ياعلماء السودان..
انتبهوا يارموز المجتمع ..
انتبهوا يارجال الدين ..
انتبهوا يازعماء الإدارة الأهلية..
انتبهوا يا أبناء وبنات السودان ..
انتبهوا ياجيل الثورة المجيدة..
أخيراً وليس آخراً
(الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام ).

التعليقات مغلقة.