ياسر الفادني يكتب: هل يتنحى البرهان ؟

متابعات/ الرائد نت

منذ أن أصدر عوض بن عوف بيانه الشهير الذي تنازل فيه عن منصب رئيس مجلس السيادة وإختار عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس السيادي خلفا له بسبب الإحتجاحات العارمة آنذاك لرفضه من قبل المعتصمين بالقيادة العامة ورفضت أسماءا فيه بعينها بإعتبارها تتبع لنظام البشير مثل زين العابدين والطيب بابكر وآخرين ، منهم من قدم إستقالته ومنهم من أعفي ، ظل هذا الرجل ممسكا بخيوط اللعبة السياسية والقبضة العسكرية في البلاد ولا زال حتى يومنا هذا

البرهان لم يهنا في الحكم إذ صنعت له قحت عدة متاريس منها إدخال أعضاء في المجلس السيادي كانوا شوكة حوت بالنسبة له ، ظل هو ورئيس الوزراء على خط النقيض كل يفعل مالا يعلمه الآخر مثل خطاب حمدوك باستجلاب العاهة( فولكر ) ومنها التطبيع مع إسرائيل ، حقيقة كانت حكومة منتاقضات غير منسجمة تماما لا رؤية لها ولا طرح ولا قرآءة حتى للمستقبل القريب وهو نهاية الفترة الإنتقالية ، كوابح وحجارة وضعت أمام الجنرال ودق خوازيق في ظهره من قبل قحت إلا أن الجنرال لم يتنحى ولم يضعف وواصل سيره حتي إنقض عليهم حين غرة في الخامس والعشرين من أكتوبر العام المنصرم وكسب الجولة و أزاح بهؤلاء بعيدا وجعلهم كالكلاب التي تنبح بالقرب من فريسة الأسد

الضغوطات الدولية التي تعرض لها البرهان والتي يخطط لها ويحرسها من هم بالداخل والخارج من زبانية نظام قحت السابق كل مرة تنال منه لكن لا تؤثر فيه ، مضايقات أخري مبطنة غير ظاهرة تنهال عليه لكنه لم يلتفت إليها، إشاعات تطلق هنا وهناك بأن البرهان سوف يعبد الطريق ويفرش البساط الأحمر لكي تمشي فيه قحت وتدخل بوابة القصر الجمهوري حكاما بترتيب من فولكر وبعض السفارات لكنه نفي ذلك مرارا وتكرارا حتى لقيادات جيشه الذي يقوده ، كل هذه المسبطات والعقبات لم يعطيها إهتماما لكنه بمحض إرادته قرر إنسحاب القوات المسلحة من المشهد السياسي وترك الأمر للمدنيين قبل أكثر من ثلاثة أشهر لكنهم لم يتفقوا حتى الآن بل زاد الشقاق والبون بينهم

أي حديث الآن عن أن البرهان سوف يتنحي أعتقد لا يجانبه الصواب إطلاقا ، لأن السلطة إن وجدت فمن الصعب الفكاك منها وكل مرة يزداد التشبس بها فالبشير ظل ممسكا بها أكثر ٣٠عاما وأراد أن يرشح نفسه لكي يجدد الرئاسة وكثير من رؤساء الدول العربية الذين سقطوا ، حتى حمدوك بعد أن ذهب الآن يسعي بقوة للعودة مرة أخرى عودة مشروطه ويلهث وراء ذلك متخذا بعض الدول الخارجية ( داعمين ) ،

البرهان لن يتنحى في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد ، يبدو أن عودته من الجزائر سوف يتخذ عدة خطوات في سبيل إدارة ماتبقى من الحكم الإنتقالي حكما وسياسة واقتصادا بعد أن بلغ به السيل الزبي وطفح الكيل جراء الجرجرة التي أصابت المدنيين ، من قال إن البرهان ليس له رؤية في المستقبل هذا غير صحيح ، لا ولن يتنحى البرهان وسوف يبقي لكن بفهم جديد وترتيب جديد والأيام القادمات سوف تكشف ذلك ، يكفي أن هذا الرجل ازاحنا من كابوس مظلم وشرذمة لو ظلت حتي الآن في الحكم لأمتلات السجون من أصحاب الرأي الآخر وتكلس الاقتصاد وانبطح تماما وتشظي هذا الوطن حتى الكلب من شدة الجوع( كان سيقرش ) قصب السكر ! .

التعليقات مغلقة.