العقيد الركن إبراهيم الحوري يكتب: (أكتوبريات)
متابعات/ الرائد نت
إن ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة في بعض سرديات حقائقها تؤرخ لجانب آخر من تاريخ الجيش السوداني في السياسة والانحياز قيادة وقاعدة لخيارات الشارع في المنعطفات التاريخية . إذ استجابت قيادة الجيش وبوعي كامل باستحقاقات اللحظة التاريخية لصالح فتح الأفق السياسي لأجل فتح المسار أمام تحول تم بالتراضي وبشكل قام على دعم ومباركة الجيش لصالح انتقال جديد انتقلت به السلطة إلى الأحزاب وتنظيماتها الفئوية التي رتبت على الأرض برامجها ومشروعاتها وقتها في أجواء من السلام والسجال الديمقراطي الذي حرسه الجيش كمكون أصيل في العملية حتى حددت الصناديق من تفوضهم شعبياً .
الشاهد في تلك المرحلة تعافي الأجواء والبيئة العامة من “هواجس الشيطنة” وحملات تعزيز ثقافة الكراهية سواء تجاه مؤسسات الدولة أوالمنظومات الاجتماعية.
ولقد تحلت الأحزاب بايجابية العمل الجماهيري الذي صوب على أمهات القضايا والشواغل الوطنية مما أكسب مرحلة ثورة أكتوبر وما بعدها تميز العلامات في تاريخنا السياسي ثقافة وأدباً وخطاباً وسجالات أضافت إلى إرث السودانيين التليد في الممارسة والتطبيق .
وبشكل عام لم يتأثر المناخ كثيراً ببعض الطارئات في عراكات الأطراف التي رغم ملاحظاتها الصغيرة لم تتعرض لمكتسبات الشعب ومقدرات البلاد ولم توقفها في حالة الإرهاق العام أو التمزق الداخلي .
الشاهد في تجربة أكتوبر 1964 وأبريل 1985 وديسمبر 2019 أن الجيش ظل دوماً يساند خيار أفضلية الشعب . وحيثما يتجه يكون وحيثما يسير ينطلق . لا يتقيد في ذاك إلا بمصلحة الشعب وصوت الأغلبية رغم أنه في المحطات الثلاث كان يمكن أن يمارس التحيز الوظيفي لقيادته لكنه لم يفعل وسيظل هكذا على الدوام جيش الشعب وحامي الشعب وحارس تطلعات الناس إلى غدٍ أفضل.
التعليقات مغلقة.