د. ناجي مصطفى يكتب: التسوية السياسية وانتظار السراب
متابعات/ الرائد نت
يتحدث الناس بخوف وترقب عن ملامح تسوية قادمة، في هذا المقال ستكتشف عزيزي القارئ اننا جميعاً نقف في محطة الانتظار الخاطئة وأن قطار الخلاص لن يأتي من هنا أبداً وذلك للآتي،
أقصى ما يطيقه البرهان وحميدتي الآن هو اختيار رئيس وزراء وحكومة وحاضنة توافقية أو غير حزبية، وأسوأ ما سيفعلانه هو تكرار تجربة قحت معها أو مع غيرها وكل هذا لن يغير في مشهد الصراع الأيدلوجي والسلطوي شيئاَ، ولن يقدم في المجال الاقتصادي شبراً، فجميع هذه الملفات باتت الآن في غرفة العناية المكثفة.
غاية ما يرجوه الوطنيون اليوم من البرهان وحميدتي هو عدم سوق البلاد نحو محوري الصهيونية أو الإماراتية وتسليم البلاد لمصير شقيقاتها.
ليس أمام البرهان ولا حميدتي اي خيار يمكنهما تقديمه لإنقاذ البلاد وإنفاذ التحول نحو دولة مستقرة، فلا هما قادران على إدارة الانتخابات ولا اختيار حكومة تنجزه. كلا الخيارين دونهما معارضة شرسة وعدم توافق وتشاكس طاغي.
لاتوجد أي تسوية سياسية أو تفاوض تحت الطاولة الآن، كل ما هناك هو محاولة مستميتة لتكوين حكومة تنال رضا الخارج والداخل بغض النظر عن قدرتها وكفاءتها.
في ظل كل هذا يظهر ضرورة التفكير خارج الصندوق والبحث عن مخرج مبتكر، وكبادرة تفكير أطرح المقترح التالي.
بما أن الدولة في العلوم السياسية تتكون من ثلاث سلطات، فمن المجدي الاستناد على القائم منها لبناء المنهدم، وبالنظر لحل السلطة التنفيذية والتشريعية، ونظراً لكون القوات المسلحة جزءاً مازال متماسكاً من السلطة التنفيذية، لكنه لا يستطيع إجراء الإصلاح إلا عبر التغيير أو الانقلاب، فإنه لا مناص من نهوض السلطة القضائية بأمر تأسيس السلطة التشريعية لتقوم هذه الأخيرة بتاسيس السلطة التنفيذية عبر ما تضعه من خطوات.
يتطلب ذلك نهوض القضاة بشأن مراجعة هيكل السلطة القضائية وانتخاب رئيسها في جمعية عامة ووضع اللوائح المنظمة.
هذا المقترح أو غيره، هو ضرورة الوقت، أما انتظار ما تم تجريبه من قبل، فهو لا يعدو أن يكون إضاعة للوقت وإضاعة لما تبقى من الوطن أيضاً.
والله الموفق،،
التعليقات مغلقة.