بعبارات ساخرة.. صحفي سوداني يصف الوضع السياسي الراهن

متابعات/ الرائد نت

الأستاذ الصحفي ياسر الفادني يقدم وصفا حيا لحال البلاد وكتب الآتي:

فرق شاسع بين الوضع السياسي والإقتصادي في عهد الفلول !! وعهد (بهلول) ! الذي صار ملك الترند الفارغ في الأيام الفائته بأنه سوف يعود ، فرق شاسع مابين ما أستغربت له من وضع…. الفتاة ( بوليغ ) !! عندما إستنكرت أن سعر الرغيفة بلغ جنيها كاملا و أظنها الآن ماتت (بوليغا) شديدا !! عندما وصل سعرها خمسون جنيها ، فرق شاسع في سعر الدولار في عهد الحرامية ! الذي بلغ أقصى حد له سبعون جنيها وفي عهد الناشطين الشرفاء الذين مهرت لهم شهادات البراءة قبل الحكم وبعده ولم يدخلوا السجن ولم يتخفوا في السفارات !! ، الدولار في عهدهم فاق الخمسائة جنيها !!

الفرق بين حرامية الإنقاذ أنهم أكلوا و أنجزوا وشرفاء التغيير ( بلعوا ولبدو) وخربوا وكل أحد فيهم (قرم قرمته ) !! ومنهم من أخفى نفسه ومنهم من هرب وكلهم يرددون( بت الكلب يا الشعيرية) !! ولسان حالهم يقول : ( بلاد أبوك كان خربت شيلك منها شيله )!! ، الفرق بين حرامية الإنقاذ أنهم لم يركنوا للغريب ولم يضعفوا ولا قيادتهم تعرف دروب السفارات و رئيسهم حين عزة قال : أمريكا تحت جزمتي وصرف البركاوي للعجوز الشمطاء حين لقاء

الفلول ظلوا يهتفون : بعد ما(لبنت ما بنديها بغاث الطير ) لكن بكل سهولة ويسر اللجنة الأمنية فيهم أعطتها مقشرة إلى البغاث ! و أطاحوا بالبشير ومنذ ذلك الوقت لم نعرف أين ذهبت( اللبنة) ! لكن راينا طيرا يقضي على كل شييء أمامنا ونحن في حيرة !! ، ويبدو أنها منذ ذلك الوقت لم تُلَبِّن بل غاروا عليها (جهابذة القطع الأخضر) وظنوا أنها لن تبيد ابدا ولم يظنوا أن ساعة التغيير قائمة…. و دارت عليهم الدائرة حين أرسل الله عليهم حسبانا من السماء في الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم وصاروا في الصعيد الزلق !

أربع سنوات هي عمر الفترة الإنتقالية التي إقتلعت نظام البشير كما قالها بالحرف الواحد : عمر عبد المعروف ونسي أن الفلول وقائدهم هم من صنعوه وقدموه إلى الأمام بئس الوفاء وبئس الإنتماء ، لم (تلبن) قط سياسيا ولا إقتصاديا ولا لم نر لبنة السلام حتى بعد توقيع إتفاقية جوبا التي لازالت على الورق ولم تنزل من الطاولة التي وقعت عليها واقعا ، قيادتهم نراهم يطلعون وينزلون !! ويعتلون المنابر ومن أمامهم( المايكات أم كتابة ) !! ولم نر حتى الآن معسكرات النزوح قد جففت ورجع من فيها إلى قراهم بل ظهر نزوح جديد من جراء التلفتات الأمنية داخل المدن في مدارسها كما حدث في الجنينة

الآن الوضع في جميع مناحيه لا( لبنة) فيه ظاهرة ولكن نرى أسراب من الطيور أشكالها غريبة مهجنه فيها منقار اجنبي وريش تبع وذيل متلون وأجنحة سوداء وكل مرة تصدر صفيرا جديدا شاذ الصوت ، تخالها مرة خفافيش ظلام ومرة بوم خراب ومرة صقور جارحة تنال من جسم هذا الوطن الجريح الذي يرقد بلا وجيع يرافقه ولا بسلم يدواي هذه الجراح ولا آسِِ يَجُس عليلا ، ( إني من منصتي أنظر أمامي….. حيث لا أرى الآن….. إلا وطنا يتخطفه الطير ولا سليمان يتفقد ويأمر ويطرد !!) .

التعليقات مغلقة.