عضو بالمقاومة يكتب: سياسات غير رشيدة

متابعات/ الرائد نت

ان هذه البلاد قد حباها الله بكل مقومات الحياة والعيش الكريم وذلك لما تتمتع به من كم هائل من الموارد الطبيعية والثروات المعدنية
التي لا تتوفر في اي دولة من دول العالم ناهيك عن موقع
السودان الاستراتيجي
أفريقيا وعربيا والذي يضفي
ميزة أخرى من ضمن المميزات

حيث يحتل السودان مراتب متقدمة من حيث توفر المياه العذبة والثروات الحيوانية والسمكية والأراضي الصالحة للزراعة والاستثمار

كما يحتل السودان المركز الثاني
عالميا في معدن الذهب بعد جنوب أفريقيا والمركز الأول في
معدن النحاس
وينفرد بأهم مورد وهو الصمغ العربي أو ( الصمغ السوداني )
ان صح التعبير وصحت المعادلة
والذي لايتوفر في كافة دول العالم

في ظل هذا الزخم والكم الهائل من الثروات الا ان الشعب السوداني يعاني من ويلات الفقر التي ألقت بظلالها على
كاهل المواطن البسيط

حيث أن الكثير
لايكاد يجد قوت يومه
ناهيك عن التمتع برفه العيش
والحياة الكريمة

وهذا فيه دلالة واضحة
على سوء ما حل بهذه البلاد من تعاقب ادارات قد فشلت منذ سنين عددا وعصور قديمة
في إدارة وتقويم وترشيد هذه الموارد واستغلالها استغلالا امثلا وتوظيفها في بناء دولة
تستطيع أن توفر للمواطن ادنى مقومات الحياة الكريمة التي
تجنبه السفر والاغتراب بدول المهجر

استمر الفشل تلو الفشل
والفساد تلو الفساد
إلى متى سيستمر هذا الحال؟
وإلى متى سيظل المواطن السوداني في هذه الدائرة المظلمة يدفع ضريبة تلو
ضريبة؟

ان بناء دولة العدل والقانون والمؤسسات هي أهم مقومات واسس تقدم ونجاح الدول
نحو العالمية ومواكبة آلة
التطور والتقدم
في شتى انواع العلوم والمعرفة

حيث تقوم الدولة ذات المؤسسات بتوظيف الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك بتوفر شرط ومعيار
اساسي وهو الكفاءة والخبرة العلمية والعملية التي تؤهله لتولي منصب عمله
أيا كان هذا المنصب
مع تقييم ادائه بشكل دوري
والاطلاع على سيره الوظيفي
ومتابعته ومحاسبته على كل أخطائه وتجاوزاته وفق قانون
مؤسسات العمل واللوائح الوظيفية

دولة المؤسسات والقانون من اهم ادوارها هو محاربة الفساد
بشتى انواعه والسيطرة على الحدود منعا للتهريب
وتبعاته

كما تقوم دولة المؤسسات والقانون بالتصدي للمحسوبية والرشاوي وكل مداخل الفساد المالي والاداري
التي تعرقل سير بناء الدولة
وتجرها الى الانزلاق نحو الهاوية

لابد من انقاذ البلاد من ما تعانيه من سيطرة كاملة على مواردها
وثرواتها من عدد من الدول والتي تأتي في مقدمتها بعض
دول الجوار

حيث تقوم هذه الدول بالسيطرة على الذهب والصمغ العربي والثروة الحيوانية وهذا على
سبيل المثال لا على سبيل الحصر
وما خفي اعظم

ايضا كما ذكرنا سابقا
ان وجود السودان في موقع
جغرافي استراتيجي مميز يشكل نافذة مطلة على العالم بأكمله
هذا العامل بدوره قد ادى
الى اطماع
بعض الدول ومحاولتها بشتى الطرق للسيطرة على الموانىء
والمعابر

ان قضية نهب الموارد تعتبر
اكبر قضية يواجهها الشعب السوداني لذلك لابد ان يقف هذا الشعب موقفا واحدا صامدا
تجاه هذه القضية الوطنية
التي تشكل العائق الاكبر
في تقدم وبناء الوطن منذ سنوات

لقد ظل الشعب السوداني يتجرع المرارات نتيجة هذه
السياسات والادارات
دون وجود عائدا ملمووسا
في ظل الغياب التام لضوابط وشروط الاستثمار
واختلال الميزان التجاري

حيث تظل نسبة استفادة الميزان التجاري السوداني ضئيلة جدا مقارنة بحجم
استفادة الميزان التجاري
لأي دولة اخرى

كل هذه الاخفاقات تأتي في ظل غياب استثمار حقيقي
وإيجاد آلية تبادل تجاري متكاملة تتيح خلق فرص استثمار حقيقي
في كافة الجوانب والأنشطة
والتي تساهم في النهضة
التنموية بين الدول

الى ذلك الحين، ندعو الشعب السوداني ونناشده ومن دافع الغيرة
على تراب الواطن ان يتصدى
بشتى الطرق والوسائل
لمنع تهريب كافة الموارد والثروات لأي دولة
دون أن يتحقق اكتفاءا ذاتيا أو ان يكون هناك عائد ملموسا مدروسا بضوابط وشروط تساهم في نهضة وتنمية البلد

يأتي هذا الكلام الذي قمنا بسرده
ردا على مقالات بعض
المسؤولين من دول مجاورة في انهم اسسوا لمشاريع تنموية مشتركة بين بلدانهم
بقيمة تفوق ٣٠ مليار دولار
ستحقق لهم ارباحا وفوائدا وعوائدا كبيرة جدا خلال السنوات القادمة
معتمدين في نهضتهم التنموية
على الثروة الحيوانية السودانية وعائد الذهب والسمسم والصمغ العربي دون أن يكون للسودان
شراكة أو أي عائد سيجنيه من تلك المشاريع

بمعنى ان مواردنا وثرواتنا
أصبحت تستخدم كأداة
لنهضة المشاريع التنموية
في دول أخرى

لذلك لابد من نفرة
وطنية شعبية كبرى
لكبح جماح هذه السياسات
الغير رشيدة والتي لن يجني
منها الشعب السوداني غير
الهلاك والدمار

ونقولها بالفم المليان
والصوت العالي

اغلاق كل المعابر والموانئ، دعم الإنتاج، دعم المشاريع الزراعية، حتى يتعافى الوطن
والله من وراء القصد

م. محمد نجم الدين المصباح
باحث عن شعاع النور

التعليقات مغلقة.