عمار محمد آدم يكتب: خطاب البرهان أمام الامم المتحدة
متابعات/ الرائد نت
هذا الضابط السوداني من قواتنا المسلحة استطاع ان يخاطب العالم من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة ولقد كان موفقا جدا في خطابه الذي ألقاه والذي حوى قضايا اساسية ورئيسية تهم المجتمع الدولي. وكان مقنعا فيما قال. حيث استهل حديثه بالتأكيد على انسحاب الجيش من العملية السياسية برمتها وعدم التدخل فيما يجري من حوار وطني سيفضي إلى تكوين حكومة فترة انتقالية لايشارك الجيش فيها في السلطة .وانما يقتصر دوره على قضايا الامن الوطني والدفاع والحفاظ على سيادة البلاد والقضايا الاستراتيحية .وكان ابتدار الحديث بهذه الفقرة قد مهد لما يأتي من بعدها من حديث وقضايا.فالعالم لايستمع الأن إلى جنرال قد جاء إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكرى ولكنه بستمع إلى رئيس مجلس للسيادة قد تم تكوينه وفق وثيقة دستورية تم الاتفاق عليها من كآفة القوي الثورية من بعد الاطاحة بنظام الانقاذ الشمولي. وقد اختارت تلك المكونات السياسية البرهان ليكون رئيسا لمجلس السيادة الانتقالي. لذلك كان موضع تقدير واحترام من رئاسة الجمعية العمومية للامم المتحدة. وحظي بكل الامتيازات التي حظي بها الملوك والرؤساء المجتمعين مع قدر وآفر من المظاهر البرتكولية التي تعكس مدي الاهتمام بالسودان كأحد أهم دول القارة الأفريقية .وقد مثل البرهان الشعب السوداني خير تمثيل وحقق هيبة الدولة وكرامتها.
لقد مس خطاب البرهان اهم القضايا التي تهم المجتمع الدولي ومنها التحول الديمقراطي والحوار الوطني وتحقيق السلام على المستوى الداخلي والاقليمية.كان كل ذلك بلغة دبلوماسية رصينة. وترتيب جيد للأولويات وثبات ورباطة جأش ومسؤولية. ووضوح حين ألقي اللائمة على الألية الثلاثية التي عقدت الوضع السياسي في البلاد وهي تحاول وتتقطع انفاسها لارجاع الوضع لما كان عليه قبل ٢٥ اكتوبر المنصرم ودون ذلك خرت القتاد واقرب ان يدخل الجمل في سم الخياط من ان يتحقق ذلك وان رغم أنف فولكر وبن لباد.
كما هاجم رئيس مجلس السيادة المماطلة الدولية والغربية بعدم ايفائها بالالتزامات التي تعهد بها في مؤتمر باريس وغيره. وفيما يتعلق بالديون والالتزامات الأخري. وقد أحجموا عن ذلك جميعا من بعد طرد عملائهم من السلطة والالقاء بهم خارج المشهد السياسي.
الا ان اشارة البرهان إلى ضرورة اجراء تعديلات في مجلس الامن الدولي تلقي بظلال سالبة في ظل الصراع الامريكي الغربي الروسي .حتى كاد البرهان ان يشير صراحة الي ابعاد روسيا من مجلس الامن الدولي. وهذا موقف يحسب عليه فليس من حقه ان يتحدث في مثل هذا الشأن باسم الشعب السوداني .والذي لم يمنحه أصلا التحدث باسمه ولايملك سوي الشرعية التي أعطتها له الثورة عبر الوثيقة الدستورية. الا ان يكون موقفه هذا مستندا الي شرعية دعم غربي وامريكي تبدي في تحية الرئيس الفرنسي مانويل او اعتماده السفير الامريكي في البلاد.وهنا يضع البرهان نفسه في مهب الريح في ظل ظروف دولية معقدة.
لم يشير البرهان إلى البند السادس .وان كان قد أشاد ببعثة الامم المتحدة.ومن الواضح ان الغرب والامريكان يريدون ان يجعلوا من البرهان مطية لتحقيق أهدافهم في ظل صراعهم مع الصين وروسيا على الموارد.ولكنهم سيقبضون الريح فالبرهان الان لايملك شرعية من بعد قرار الجيش الانسحاب من السلطة .ولعل هذا الخطاب أخر خطاب للبرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان الأجدر ان يبتدره او يختمه بقوله (لعلي لا القاكم من بعد عامي هذا).
لست ادرى ما المغزي من حديث البرهان عن انتشار السلاح وصعوبة جمعه وما علاقة ذلك بالمجتمع الدولي.وليس صحيحا ما قاله عن عودة النازحين إلى قراهم في دارفور. وهذا يجانب الحقيقة تماما. فمازالت معسكرات النازحين والاجئين تكتظ بضحايا الحرب والاقتتال في دارفور. وما تزال مشكلة ابيي قائمة ومستفحلة. اما عن محاولة استدرار عطف العالم بالظروف الاقتصادية المتردية وظروف النزوح واللجؤ في السودان فهي محاولة يائسة وغير مجدية لكون الصراع الان على المصالح والموارد وليست هنالك ابعاد اخلاقية او انسانية في ذلك حتى وان اغري العالم بالحديث عن محاربة الاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة.
التعليقات مغلقة.