ياسر الفادني يكتب: دنيا غريبة !!

الخرطوم/ الرائد نت

الذي قال : أن هنالك عجائب سبع في العالم وذكر منها كذا وكذا… يجب أن يضيف عليها واحدة أخرى وهي هذه البلاد ! والذي عدد المستحيلات أنصحه بأن يضيف عليها مستحيل جديد وهو توافق السودانين على حكم إنتقالي ، إنها بلد العجائب وبلد المستحيلات وبلد العاهات السياسية التي يصعب الفكاك منها ، لم يتبق لهذا الشعب السوداني بسبب ما يعيشه الآن .. إلا أن يذهب إلى (السماء ذات البروج ) !! التي وصفها الكمرد مناوي تحت وابل من هطول الأمطار السياسية التي تارة تهطل حصى وتارة تكون بدون ( براق ) ، زادهم ( البركاوي) وملعون أبوكي بلد !

حميدتي يرحب بمبادرة الطيب الجد لكنه سأل من يقف وراها ؟ وهو يعلم ، يرحب بالترتيبات الدستورية لقحت المركزية ولا يسأل من يقف وراها وهو يعلم !! ، الذين يقفون وراء مبادرة الطيب الجد لم يتفوه أحدا من منسوبيهم بألفاظ جارحة له حتى الآن ، الذين لم يسأل عمن يقف وراهم لازالوا يكيلون له السباب والأوصاف الغير لائقة وهو يعلم ، دنيا غريبة …غريبة دنيا !

حمدوك إبن أمريكا المدلل وصناعتها عندما سافر إلى الولايات المتحدة كان التمثيل الرسمي لإستقباله ضعيف من قبل الحكومة الأمريكية ، تلك الرحلة التاريخية الصفرية عكس ماكان يتوقع بل خاب ظنه لكنه لم يفصح بذلك و (كتلا في حشاه ) ! ، الآن البرهان قد حزم حقيبته وسافر إليها برغم أن دبلوماسي سابق قال : بأنه سوف لايجد ترحيبا في ردهات الساسة الأمريكان وبرغم تجهيزات النشطاء الماجورين هناك لعمل فعل إحتجاجي لزيارته ، برغم شطط القول الذي يطلق هنا وهناك ، اعتقد أن البرهان سوف يلقي ترحيبا حارا من قبل الادارة الأمريكية يغضب هدسون وآخرين في الداخل ، دنيا غريبة….غريبة دنيا !!

ماحدث بالأمس في مدينة أبو زبد بسبب لافته خلفت مقتل إثنين وإصابة آخرين فتنة إن أستفحلت سوف تقضي على الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وسوف تكون كحرب البسوس ، كنا نسمع بترسيم الحدود بين دولة وأخرى ونسمع ترسيم الحدود بين ولاية وأخرى وهذا معروف ومتبع لكن ترسيم حدود بين قبيلة وقبيلة أخرى (والله إطرشنا) ! لم نسمع به من قبل !! ، في غرب كردفان ظل المسيرية والحمر يعيشون في وداد تام بل وصل بينهم الأمر أن تم التصاهر والتداخل الاجتماعي بينهما إلى درجة كبيرة ، ترسيم الحدود بين هاتين القبيلتين سوف يؤدي إلى فتنة فابعدوا هذه الفتنة… هو نحن ناقصين موت سمبلة !! …دنيا غريبة …غريبة دنيا

عندما أصيبت المناقل وبعض الجهات الأخرى بالسيول والفيضانات ، كل من هب ودب ذهب إما مواسيا أو مسيرا لقافلة دعم تواسي أسرة فقدت عزيز أو وجدت نفسها من غير ملاذ بعد أن تهدم بيتها ، لم نجد الساسة ولا جهاتهم التي ينتمون إليها هناك ، عندما ماتت عجوز بريطانيا هبوا زرافاتا ووحدانا إلي( فُراش) السفارة البريطانية بالخرطوم معزيين وباكين على فقد جلل وفيهم من لم يسمع بها !! ولا يعرف شكلها إلا بعد ما ماتت ! ، كانوا حضورا انيقا كذبا ، بل موقعين علي دفتر الحضور وموثقين تلك اللحظة التاريخية العجيبة تصويرا !! ولم ينالوا شرف دخولهم في طين المناقل ووقوفهم مع المنكوبين هناك ، الطين الذي علق بالذين ذهبوا هناك من أبناء هذه البلاد هو أطهر وأفضل من الزهور التي قدمت لهم و التي وضعت أمامهم في تربيزة الضيافة ، دنيا غريبة .. غريبة دنيا

إني من منصتي أنظر أمامي، حيث لا أرى الآن إلا….. دنيا قبيحة …..قبيحة دنيا ! .

التعليقات مغلقة.