وزير الداخلية السابق بشارة جمعة يكتب : مهزلة تاريخية

عجزت الفترة الانتقالية بالفوضة والعبث السياسي وإشتدت خلافات وتناحر القوى السياسية البائسة التي لا تهمها سِوى ترجيح موازين القوة في الصراعات السياسية والأيديولوجية فأثارت غباراً كثيفاً وأتربة فكرية خانقة تسببت بانخفاض كبير في الرؤية الإستراتيجية لدى الكثير من القيادات وبذلك جلبت التحقير والسخرية للسودان والدليل كثرة التحالفات والتكتلات السياسية التي إبتذلت طرح المبادرات فحطَّت من شأنها وقيمتها، والأدهى وأمر من ذلك أنهم صاروا يحتفون ويحتفلون، بل يبالغون في الإكرام وإظهار الفرح بلقاءت وزيارات السفراء والمبعوثين.

وفي الحقيقة إنها ظاهرة تنم عن الذل والضعف وهذا هو حق الانقياد والخضوع لدرجة أن أصبحت حالة الدولة من حالات التندر وعدم الاحترام لدى معظم الدول.

و بزيادة الاضطرابات و انسداد الأفق السياسي والصراعات الخفية والمستترة في مؤسسات وأجهزة الدولة العليا التي تكشفت وتجلت للقاصي والداني،وإنفضح أمر المؤامرات الدولية حتى صارت الدولة شبه مستعمرة بواسطة السفراء والمبعوثين الذين يتحركون بلا ضوابط و قيود ويتدخلون بلا حدود أو أدنى تردد في الشؤون الداخلية.

وفي ظل هذه الظروف الغامضة وتفاقم الصراعات، متوقع حدوث المزيد من التعقيدات والانتكاسات وتليها تطورت كبيرة وخطيرة.

بلا شك أن السودان أمام مخاطر وخيارات صعبة أقلها حرب أهلية طاحنة وأقصاءها التقسيم إلى دويلات وهذا يعني التفكيك والتشرذم إذا لم تتخذ قرارات صارمة وحاسمة لإيقاف هذه المهزلة التاريخية بوضع حد ونهاية لتطاول فصول مسرحية الهوان والانكسار.

التعليقات مغلقة.