رجاء مصطفى الكامل تكتب: هل نحن عاجزون؟

متابعات/ الرائد نت

من المؤسف جدً أن يتسول السودان العالم ويطلب منه الغذاء والمعونة، بدلاً من أن يكون هو سلة غذاء العالم الممنتظرة! ونحن حبانا الله بأراضٍ وموارد تكفينا وتفيض لغيرنا من شعوب العالم ، لكننا عاجزون عن إداردتها والإستفادة منها..

وأشدّ الأسف أن يكون موسم الخريف هو موسم الكوارث والطوارئ والخسائر الفادحة في الأرواح والأموال ففي كل عام يكون الضرر أكبر من العام الذي سبقه، فكم من أسر أصبحت الآن في العراء بلا مأوى وكم منها فقدت أرواح وممتلكات لايمكن أن تعوض!

وفي كل خريف عندنا تنزل الأمطار وترينا سوءاتنا ونحن عاجزون عن مواراتها ولانتعظ وإلى متى نقف عاجزين ومكتوفي الأيدي والعالم يتطور بخطى متسارعة بأحدث تقنيات التكنولوجيا وليس لدينا مانصدره للعالم سوى المشاكل والأزمات!

إذا لم يتم تدارك مخاطر الخريف ومعالجتها سيتحول السودان إلى منطقة طوارئ وكوارث ويزداد إنهيار الإقتصاد وسيحدث مزيد من التدهور للبنية التحتية وتعطيل للتنمية والمشاريع الزراعية وغيرها من التأثيرات والأضرار الماثلة أمامنا الآن…

لسنا بحاجة إلى غرفة متابعة وحصر خسائر السيول والفيضانات بقدر مانحن بحاجة لغرفة لإدارة مياه الأمطار والفيضانات والإستفادة منها في الزراعة والكهرباء والري ، إننا بحاجة ماسة لخبراء تستعين بهم الدولة وتسترشد بهم لإيجاد حلول عاجلة للحال التي وصلنا إليها من تردي وسوء إستخدام للموارد التي حبانا بها الله..

يجب أن يتم تعيين خبراء ومختصين للمناطق المتضررة بالسيول والفيضانات ليعرفوا الأسباب ويقدموا الحلول والنصح للدولة والمواطنين حتى لاتتكرر المأساة ..

مشكلة السيول والفيضانات كبيرة ولا يمكن حلها بين ليلة وضحاها بل تحتاج لتضافر الجهود الشعبية والرسمية،، والجهات ذات الصلة بتوزيع الأراضي والمخططات السكنية تعتبر هي المسؤول الأول عن الأضرار التي لحقت بالناس ويجب عليها تعويضهم عن الأراضي والخسائرالتي لحقت بهم…كما يجب الإنتباه لرأي الخبراء والمختصين قبل الشروع في توزيع الأراضي السكنية..

وبما أن السيل لايغير مجراه لماذا لا يغير الناس سكنهم في مجاريه !؟ وليست في كل مرة تسلم الجرة..والطبيعة لاتخطئ فهي تصلح ما أفسده البشر..

أما شوراع الخرطوم في الخريف حالها يغني عن السؤال فقد ازدادت سوءاً إلى سوءاتها…
والخرطوم مدينة سياحية جميلة تتميز بالتنوع المناخي والجذب السياحي وهي واجهة السودان وعاصمته ولوقت قريب كان يأتيها السياح من كل العالم ليشاهدوا طبيعتها الخلابة ومقرن النيلين العظيم.. قبل أن يسودها الظلام وتصبح أوكارا لعصابات تسعة طويلة…

التعليقات مغلقة.