السفير السابق لتركيا بالخرطوم يودع السودانيين بهذه الكلمات المؤثرة..
متابعات/ الرائد نت
أخوتي وإخواني، أعزائي وعزيزاتي،
حياتنا ما هي إلا لقاءات وداعات، أمضيت وعائلتي أوقات اقل ما يقال عنها أنها رائعة في السودان، قدمنا إلى السودان – قبل خمس سنوات تقريبا – بقلوب مفعمة بالسعادة وها نحن نودعه اليوم بقلوب مثقلة بالحزن والألم، وطننا عزيزا على نفوسنا، غاليا على قلوبنا.
ربما قدمنا الى السودان في أصعب فتراته، وبرغم ذلك احببناه واحببنا شعبه الطيب، وهذا ما جعلني اؤدي وظيفتي بسعادة وحب.
خلال بعثتي للسودان شاركت في مناسبات الزواج والمآتم، كنت حضوراً في المباريات الرسمية وكذلك في المباريات الشعبية، التقينا مع الأطفال، الشباب، النساء، الفنانين، الصحفيين، الأكاديميين، ورجال الأعمال، شاركنا في الفعاليات الإنسانية، حيثما كانت هناك حوجه لمساعدات إنسانية، كانت مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التركي حاضرة.
زرت الكثير من المناطق السياحية، زرت احتفالات المولد النبوي الشريف الفريدة من نوعها في السودان. استمتعت كثيرا بالوجبات السودانية التقليدية، تناولت وجبة الافطار مع عدد من الاسر السودانية حيث تناولنا العصيدة بالتقلية واختتمنا الوجبة بالشعيرية اللذيذة، ايضا شهدت ليالي رمضانية وجلسات نيلية، جلست على البمبر وشربت الجبنة السودانية، تناولت كعك العيد والشاي المقنن، كما انني أحب عصير الكركدي جدا وأتناوله باستمرار.
في أيامي الأولى في الخرطوم – في إحدى الليالي الثقافية – أخبرني أحد الطلاب الاتراك الذين قدموا للسودان لدراسة اللغة العربية، أن هناك علاقة قوية جدا بين تناول الفول وتحدث اللغة العربية، وأنه يصعب عليك تحدث اللغة العربية بطلاقة الا إذا تناولت وجبة فول شهية، يبدو انني لم اتناول كمية مناسبة من الفول لأتحدث العربية بطلاقة
عملنا على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين السودان وتركيا، وقمنا بالعديد من الفعاليات الإنسانية والاجتماعية، حاولنا الوصول لكافة قطاعات المجتمع، وحاولنا ان نلمس حياة كل فرد
كما عملنا على زيادة حصة السودان في برنامج المنحة التركية الحكومية، فنجد في كل مدينة او جامعة تركية طالب سوداني.
كانت لدينا لمسات مختلفة لتقوية العلاقة الأخوية بين تركيا والسودان، حيث زادت الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، وعرف الشعبيين التركي والسوداني بعضهما البعض عن قرب، افتتحنا فرع بنك زراعات كاتيليم في الخرطوم، وهو اول بنك تركي في افريقيا، وبالإضافة الى مستشفى نيالا السوداني التركي التعليمي البحثي، افتتحنا فرع جامعة العلوم الصحية التركية في نيالا.
السودان بلد غني جدا، وأعظم موارد السودان هي ثروته الشبابية التي لا تقدر بثمن، لذلك سيكون مستقبل السودان باهرا إن شاء الله.
أحبّنا السودان وأحببناه، قدمت الى هذا البلد الطيب أهله وانا السفير التركي، وها أنا أودعه اليوم وأنا “عمو السفير، وأخونا السفير، وولدي السفير” أعظم جائزة بالنسبة لي أن أنال مكانة في قلوبكم وأحظى بدعائكم.
جمعت الكثير من الذكريات الجميلة، والكثير الكثير من الاصدقاء، سأغادر ولكن السودان دائماً في قلبي. وسأواصل العمل دائماً على تقوية العلاقات الأخوية بين السودان وتركيا ما حييت.
حفظ الله السودان وشعبه.
وتدوم العلاقات الاخوية القوية بين تركيا والسودان.
في أمان الله
عرفان نذير اوغلو
سفير جمهورية تركيا
التعليقات مغلقة.