ياسر الفادني يكتب: الضباط العائدون….من بَلَع الحميض ؟
الخرطوم/ الرائد نت
سبق أن كتبت عدة مقالات في شأن الظلم المر الذي وقع على الضباط الذين أعفوا (سَمْبلَة ) بقدر ماتحمله هذه المفردة العامية من معنى العشواء والتخبط الأعمي للذين لا بصر لهم ولا بصيرة ، الذين جلسوا ذات ليل بهيم و وآنسوا شياطينا من الإنس والجن وكتبوا خطابهم بفصل عدد كبير من ضباط الشرطة ، الخطاب الذي يمكن أن نصنفه ( ود حرام ) !! في حقبة غريبة جدا تعتبر من أسوأ الحقب السياسية التي مرت على هذه البلاد
ما إتبعه هؤلاء الضباط في أخذ حقهم هو حق قانوني سليم والقاضي عندما أصدر حكمه في صالحهم بلاشك إعتمد على بينات قوية ، قيادة الشرطة عندما استأنفت هذا القرار أعتقد أنه أيضا من حقها القانوني حتى تكتمل دائرة القضية بين الطرفين ، الحكم الذي أصدره القاضي بعد الإستئناف أجزم أنه كان صحيحا وكنت أتوقع ذلك إذن عاد الحق لأهله بالقانون ، السؤال الذي يطرح نفسه ثم ماذا بعد ؟ سؤال لايجيب عليه إلا السيد وزيرالداخلية المكلف ومدير عام الشرطة وننتظر ما يفصح عنه في غضون الأيام القادمات
داخل الشرطة خبر إرجاع هؤلاء الضباط يفرح الكثيرين وبالذات اخوتهم الذين يصفونهم (بابو الدفاع) ! في الدفعات المختلفة وعدد كبير من ضباط الصف الذين عملوا تحت إدارة هؤلاء الضباط وبالمقابل هنالك أيضا الذين لم يرضيهم هذا القرار بل منهم من يبلع الحميض المر الآن بلعا ولايشعر ، هؤلاء ربما منهم من شارك في عملية الفصل أو صفق لها أو ساندها بلسانه أو بقلبه ، وأكثر الذين يتجرعون علقم الحميض الآن هم الذين خططوا لهذا العمل القميء من خارج منظومة الشرطة فيهم سياسيون وأصحاب مصالح سياسية ودعاة للخراب وظالمين لسان حالهم يقول حين فعلوا ذلك دون خجلة !! :
ونشرب إن وردنا الماء صفوا…… ويشرب غيرنا كدرا وطينا
بغاة ظالمين وما ظلمنا…… ولكنا سنبدأ ظالمينا…. هؤلاء هم حثالة القوم و أذناب الإتجاه المعاكس الذي لا يريد لهذه البلاد خيرا ولا يريد للشرطة أن تتطور بل يريدون تفكيكها وكل الأجهزة النظامية وسعوا في ذلك لكنهم فشلوا و إزيحوا من الحكم حين قرار !! ، الان ( راح عليهم الدرب) لأنهم بئس ما كانوا يفعلون
ميزان العقل يقول الآن : على وزير الداخلية الترحيب وفتح الباب علي مصرعية لهم ليؤدون لك التحية أولا ويسلموا أنفسهم لك ، كما يجب إعطاهم كافة حقوقهم الإدارية والمالية التي فقدوها حين ظلم جثم على صدورهم ثلاثة أعوام كاملة ذات سنابل يابسات ، أعلم تماما أن ليس للمدير الحالي يد في ذلك ، ويقول العقل للضباط الذين رجعوا : كونوا قبلة للتسامح وكونوا شعلة تزداد نورا ولتكن أخلاقكم في عملكم من ذهب خالص كلما تمسه نارا يصير لامعا ، وكونوا قيمة وشامة ظاهرة بين إخوانكم في هذه المنظومة بمختلف الرتب ، اما الذين يبلعوا الحميض دعوهم يبلعوه جزاء ما فعلوا بل قدموا لهم الماء حتى تسهل عملية البلع لأن ماتبقى من حميض كثير !
على مدراء الإدارات المختلفة الإهتمام بهؤلاء والاستفادة منهم كل على حسب تخصصه وما أنجز في ملفه القديم من مجهودات بذلها وخبرات اكتسبها سواءا كان في العمل الجنائي أو البحثي أو الإداري
رجوع هؤلاء بلاشك إضافة للشرطة لا خصما منها ومن يقل أو يعتقد ذلك في قلبه غشاوة ، لأن فيهم كفاءات علمية وإدارية مرموقة، الحق أبلج والباطل لجلج والظلم و إن طالت مدته لا بد أن ينجلي ولابد أن يأخذ المظلوم حقه وهذا ماحدث … ( إني من منصتي أنظر أمامي… حيث لا أرى الآن …… إلا ضباطا سوف يلتقون بعد غيبة طويلة بإمهم الرؤوم ) .
التعليقات مغلقة.