العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: الوفاق الوطني
متابعات/ الرائد نت
الحراك السياسي الذي اكتنف الساحة عقب القرارات الأخيرة لرئيس مجلس السيادة والقائد العام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول ابتعاد القوات المسلحة عن المبادرة الأممية هذه القرارات انتجت تفاعلاً سياسياً بين مختلف المكونات المدنية للوصول إلى وفاق وطني يبدأ من تسمية رئيس الوزراء وينتهي بتصميم شكل الحكم المستقبلي للبلاد.
ولأن السودان مليء بالعقول على مختلف توجهاتها والمنتجة للمبادرات لتقريب وجهات النظر أطلت على الساحة مبادرة الخليفة الطيب الجد ود بدر وهل رجل ملء السمع والبصر وصاحب جهد وطني وإرث ديني له اسهام مقدر في نشر الدعوة ويشهد له كل من عرفه بصلاح النفس والتقوى والرأي السديد والمكانة المحفوظة في منصة العلم والعلماء .
جاءت هذه المبادرة التي وافق عليها رئيس مجلس السيادة بعد أن عرضها أصحابها على الاحزاب والقوى السياسية الفاعلة وأبدت رأيها فيها لتؤكد أن الخلاف السوداني أو تقاطعات المفاهيم بين أبناء الوطن الواحد مقدور على وضع إطار الحلول لها إذا خلصت النوايا وتصافت الدواخل وابتعدت من شح النفس.
جاءت مبادرة الخليفة الطيب الجد ود بدر لتقول للعالم أن رجال الدين في هذه البلاد يمتلكون من الحكمة مايعصم دماء السودانيين ويوحد كلمتهم حول القضايا المصيرية وهم الأقدر على تجسير الهوة بين أي خلاف واختلاف لأن أفكارهم للوفاق تختلف عن الآخرين لما فيها من بعد نظر يستصحب لم الشمل وميزان العدل واحقاق الحق وفوق ذلك كله تأكيده لمبدأ أن أمة محمد لاتجتمع على ضلال .
هذه المبادرة إذا قدر لها أن تمضي نحو الأمام فهي تحمل في طياتها الكثير من ملامح الحكمة والعقلانية والتفاؤل بالحلول المفضية إلى وفاق وطني يشمل الجميع دون إقصاء لرغبة ودون تهميش لأحد.
والناظر لقوة المبادرة وطرحها يجد أنها بدأت في استيعاب نظيراتها من المبادرات مثل إعلان توحيد مبادرة الشيخ الطيب الجد مع مبادرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مما أكسبها زخماً كبيراً وقوة إضافية وأراض جديدة للتمدد والانطلاق بها الى آفاق أرحب ما يجعل الأمل يزداد بأن تكون مبادرة الخليفة الطيب الجد ود بدر ” جمعت فأوعت” وشكلت الخلاص الرحيب من حالة السيولة السياسية التى أقعدت البلاد وجعلت كل وطني غيور يشفق عليها .
إن هذه المبادرة العظيمة بمثابة “سفينة نوح” وتمثل طوق النجاة من مآلات الوضع السياسي الحالي بكل تفاصيله المعقدة وعلى الحادبين على مستقبل هذه البلاد من القوى المدنية أن ينظروا إليها بعين الحكمة والموضوعية والدفع بها إلى الأمام نحو مستقبل وفاقي يحتاجه السودان قبل فوات الأوان.
التعليقات مغلقة.