بشارة جمعة أرور يكتب: كمين مدبر على المدى القريب

الخرطوم/ الرائد نت

يا لها من قصة وحصة

صحيح أن الشعب السوداني أول من أطلق ثورة شعبية في إفريقيا والوطن العربي وتكررت هذه الثورات (شعبية وعسكرية) ولكن أين العبر والدروس المستفادة؟! أم التكرار لم يعلم…؟! وقيل أن الحياة مدرسة أستاذها الزمن ودروسها التجارب ونحن نضيف لها ونقول فصولها الكوارث ومعاملها الأزمات وبالرغم من ذلك لايمكن التنبؤ بتطوراتها. واللبيب من يفهم ويستفيد من التجارب ولا يتوقف عند محطات الخوف والتردد.
وهنالك مشاهد كثيرة ومتكررة على مدى التاريخ في بعده الزماني والمكاني وهذه السنن الإلهية لن تجد لها تبديل أو تحويل ومع ذلك أكثر الناس لا يلتفتون لما يدور حولهم ولا يتعظون مما يمر بغيرهم ويحاولون تلافي أسباب الكوارث التي تحمل في طياتها ذهاب النعم وحلول النقم.
يا أيها الناس ويا أيها الساسة إن المشاهد المألوفة غالباً ما تكون خداعة وتخفي خلفها مفاجآت سارة وغير سارة،ولأن الحياة مليئة بالمفاجآت، نتوقع على المدى القريب كمين مدبر بإحكام ينطوي على تغييرات جذرية مفاجئة وتحولات كبيرة…، وكم من دول ومجتمعات قد مرت بتحولات وتغيرات جذرية لم يكن تصور وقوعها.
فيا من فتنتكم حب السلطة والهيمنة وتربصتم بالذين خالفوكم وغرتكم تلكم اللحظات والأماني والأحلام الوردية وغركم الغرور والخيلاء…
قد آن أوانُ التراجع والاعتبار والاتعاظ، فإتعظوا مما مر على أمثالكم حتى لا يأتي زمن وتندموا وتقولون ليتنا فعلنا كذا ولم نفعل كذا… ولأن سنن الله غلابة تغالب من يغالبها وتهزم كل متكبر ومتجبر…، وكذلك نوجه ذات النداء إلى أولي الألباب والفهوم والأبصار ليعتبروا من الكمائن المدبرة لأن اللعب بالنار في السودان أصبح مكشوفاً للقاصي والداني فلم تعد السياسة سياسة ولا الوطن وطن،فالقصة حصة، والحصة وطن إذا إستطعنا إنجاز مهمة الحوار والتوافق فيما تبقى من الزمن وإلا ستتحول القصة والحصة إلى دروس صعبة ومعقدة وربما تتحول الحصة إلى قصة إذا لم نوقف نوبات الغضب والهيجان والكراهية الكامنة في النفوس ونحطم سدود البغض التي بُنيت خلال هذه الفترة.
وقصة الفترة الانتقالية المحبوكة على الصراعات الأيديولوجية القديمة وخلفياتها السوداء الحزينة التي طُبقت فيها كل أشكال النسج والحياكة فوضعت الشعب السوداني بين خيارين لا ثالث لهما إما التوافق عبر الحوار وإما خراب الديار.
ولكن برغم غتامة المشهد السياسي والسيناريوهات المخيفة، نقول القادم أجمل.

التعليقات مغلقة.