عاصم السني الدسوقي يكتب: السلاح الطبي.. إنجاز فخيم لجيش عظيم

متابعات/ الرائد نت

المرحلة المفصلية الحرجة التي يمر بها السودان جعلت من جميع مؤسساته جدران خاوية بلا حياة وكادر لا يدري المعني الحقيقي لمفهوم العمل عبادة والوظيفة امانة ومحل تقدير احترام ،،

عملية انهاك الدولة الممنهجة عبر قنوات تجيد صناعة الحدث لتحقيق اهداف مدروسة بعناية منذ عقود خلت وبعد ان وجدت البيئة الخصبة بعد الثورة سارعت باحداث الانهيار الشامل لمنظومة العمل السودانية بمختلف تخصصاتها واتجاهاتها ومهامها ،،،
الجيش السوداني لم يسلم من هذه الهجمة وكان الهدف المباشر وتأثر بما تأثر به الاخرون ، وكانت حملة الاستهداف وقتل الروح المعنوية ومع ذلك ظلت القوات المسلحة متماسكة وتمضي بكل ثقة لتحقيق اهدافها بعد ان فطن قادة هذا الصرح العظيم لما سوف تؤول اليه هذه الحملة الممنهجة و الاستهداف الكبير،،،،

عموما سوف يظل الجيش السوداني هو الأقوى والأكثر تطورا في شتي المجالات الصنناعية والخدمية والطبية بفضل هؤلاء الرجال الذين يعملون بصمت مطلق من اجل رفعة الوطن وراحة المواطن ،،

هالني وادهشني هذا الجمال والترف العلمي في مستويات الجودة الأكاديمية والمهنية التي قادت الي ان يصل السودان عبر علامة سودانية خالصة الي مصاف الدول الاول في اجراء عمليات دقيقة وزراعة اعضاء ،،

اليوم الجمعة احتفل قادة العمل الطبي بقاعة مستشفى علياء التخصصي على اجراء ونجاح اول عمليات زراعة كبد في السودان التي تفوق تكلفتها ألاف الدولارات وجرت عبر يومين متتاليين ، على ايدي كفاءات سودانية خالصة وتكاليف مادية صفرية ،،،
مصدر الدهشة ان هذا المورد البشري المهول الذي ظل يقدم بصمت عصارة علمه وتجاربه لمصلحة المواطن والوطن دون ان يلتف اليه احد مهنئا او محفزا ، شباب امتلكوا ناصية التميز وسخروها من اجل استمرار الحياة ، شباب جعل للمرض جمال ، وللألم حلاوة ، وللحياة معني وامل ،،،،،
شباب نرفع لهم القبعات وتنحني لهم الهامات تواضعا دكتور الفاتح يوسف استشاري زراعة الكبد والحويصلات المرارية ، الشاب المهذب الذي زاده العلم تواضعا وهي احدي صفات الانبياء ودكتور عزمي وكل الطاقم الطبي المعاون الذين لم يسعفني الوقت بمعرفة اسماؤهم وكل الكادر العامل بمستشفى علياء بدءا من اللواء البشوش الذي اجاد الجواب والتوضيح والشرح والتفيصل اللواء زكريا واللواء حماد الذي سبح بنا في العالم الروحي عبر صوته الشجي مرتلا ايات من الذكر الحكيم ، وكان الجمال والنشوة في كل مكان ومرسوم علي محيئ كل الضباط والمعاونين الذين عملوا علي تهيئة البيئة الصالحة لانجاز هذا التقدم العلمي الكبير في مجال زراعة الأعضاء وعملوا ايضا علي تطوير امكانية المركز حتي يكون مؤهلا لأجراء اكبر عدد من العمليات ، وهم يعملون الان بكل جهد وجد لادخال زراعة البنكرياس وكل الاعضاء الحيوية وايضا عمليات القلب المفتوح للاطفال ،،،

هذا الانجاز والاعجاز محل تقدير واحترام وعمل نفخر به كثيرا ونحتفي به دوما ، مما جعلني اكثر اطمئنانا بان السودان مازال بخير وايقنت بان الوطن في ايدي امينه ، ايدي رجال يعرفون تمام معني الانتماء وان للاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ، ،،،،

التحية للقوات المسلحة السودانية الكيان الذي احتوي جميع المكونات والسحنات وصهرها في بوتقة الوطن الجميل ، القوات المسلحة مرهد معرفي خالص تشرب منه هؤلاء العلماء ليكون الوطن عاليا بين الامم ،،

التحية لقادة القوات المسلحة السودانية عبر خمسة وستون عاما ، ومن خلال تاريخ طويل مشرق ممتد مازال يحمل في طياته الكثير لوطن عاني وما زال يعاني من ظلم زوي القربي قبل الاخرين ،،

التحية لكل الكوادر العاملة في السلاح الطبي ، من ضباط وضباط صف وجنود وانتم تقودون هذا الصرح الفخيم الي هذا الانجاز العظيم ونحن فخورون بكم ،،،،،،

،، وفقكم الله ،،،

التعليقات مغلقة.