متابعات/ الرائد نت
اعلان موقف سياسي
في البدء نؤكد على أن الإحتقان السياسي و الإنقسام المجتمعي و المأزق الاقتصادي و التردي الخدمي و المهددات التي تحاصر الدولة و سيادتها كلها نتائج منطقية للأفق السياسي الذي صاغه حراك ديسمبر اذ وصفناه مرارا بالثورة الملونة في بنيتها و آليات عملها و التي لا تعدوا كونها منسوخة من تجارب الربيع العربي و الانتفاضات الملونة في شرق أوروبا طيلة العقود الأخيرة .
الأحداث المتسارعة اليوم تشير إلى بلوغ تناقضات ديسمبر ذروتها و المخاطر التي تواجه شعبنا تتطلب حراكا سياسيا من قبل كل القوي الوطنية وفق أجندة قومية مجمل مبادئها كالآتي :
أولا / الدفاع عن السيادة الوطنية و رفض أي تدخلات أجنبية في الشأن الداخلي السوداني و النأي بالبلاد عن صراعات المحاور الأقليمية و انهاء تجاوز السفارات الأجنبية لصلاحياتها و إعلاء قيم المصلحة الوطنية .
ثانيا / رفض كافة أشكال القمع الأمني و الدفاع عن الحريات السياسية و الوقوف ضد الخطابات السُلطوية التي تبرر لعنف الأجهزة الأمنية بدافع الخلاف السياسي .
ثالثا / مبدأ دعم المؤسسات العدلية و اعمال العدالة الجنائية ضد كل الإنتهاكات الذي تمت طيلة الفترة الإنتقالية .
رابعا / الدفاع عن الوحدة الوطنية و اللحمة المجتمعية و رفض كل الخطابات التي تغذي الانقسام المجتمعي و نبذ مشاريع الكراهية الإثنية و التأكيد على المباديء الوطنية للجمهورية .
خامسا / البدء في مشروع حوار سوداني على منصة وطنية بين القوى السياسية و بأوزان صفرية و دون ادعاء اي من الأطراف أحتكاره لسلطة رمزية سواءا ادعاءات تمثيل ” الثورة ” أو ” السلام” أو كل ما يراد به فرض مصالح فئوية ضيقة قسرا على الجميع .
سادسا / أن يكون حوارا سودانيا لأجل رسم مسار مستقبل البلاد و ليس لأجل تقاسم السلطة .
سابعا / نقدم دعوتنا في تيار المستقبل الي لجان المقاومة لتقييم تجربتها السياسية و الوعي بالمشهد بكل تعقيداته كما ندعوها للإنتظام في شكل سياسي مستقل يعبر عن أهدافها و يطرح مطالبها في الحوار السوداني .
ختاما نشير إلى أن خيار الوصول لتوافق وطني هو المسار الوحيد للخروج من نفق أزمة الدولة ، لقد دفعت البلاد و أهلها ثمنا باهظا بغياب هذا التوافق فأن يُبتدر الحوار السوداني اليوم و بإرادة وطنية خير من أن يجيء متأخرا و بكلفة أعلى من الأرواح و مزيد من التحلل لبنية الجمهورية .
حفظ الله أرضنا و شعبنا
الرحمة للشهداء كافة و عاجل الشفاء للمصابين.
التعليقات مغلقة.