العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: الجيش .. خط أحمر
متابعات/ الرائد نت
الخطاب الوافي الذي تلى فيه رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة أمس لكافة قطاعات الرأي العام السوداني قرارات انسحاب القوات المسلحة من آلية الحوار السياسي الثلاثية برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي احتوى على رسائل غاية في الأهمية صورتها قناعات راسخة تشير إلى أهمية توحد القوى المدنية على كلمة سواء في شأن ومستقبل حكم البلاد وهو اتجاه ظل يؤكده رئيس مجلس السيادة في مختلف خطاباته للفعاليات ولكن هذه المرة جاء الخطاب مصحوباً بقرار ينأى بالقوات المسلحة عن الحوار السياسي افساحاً للأحزاب لتقديم دورها التاريخي في إدارة الفترة الانتقالية.
ويرى العديد من المراقبين أن خطاب القائد العام أراد أيضاً إرسال رسالة مهمة في بريد الشعب السوداني مفادها أن قواتكم المسلحة لاتولي قضايا الحكم اهتماماً أو أولوية بقدر ما تنصب جهودها في حماية البلاد من أي أطماع خارجية تأتي من القريب أو البعيد، وماحدث بالحدود مع إثيوبيا ليس ببعيد .
والمتأمل لخطاب القائد العام يدرك بسهولة أن من الرسائل التي حرص على ايصالها تتمثل في أن ” القوات المسلحة لن تكون مطية لأي كيان سياسي يريد الحكم” وهو مايجب أن يفهمه الساسة جيداً بضرورة الابتعاد عن المزايدات على الجيش وهو صانع التغيير في السودان .
أكثر مايمليه الضمير الوطني في هذه المرحلة هو إسناد القوات المسلحة وتعظيم دورها من قبل القوى المدنية بمختلف مكوناتها وعليها ان تعلم أنها إن أتت للحكم اليوم قبل الغد في ظل وجود جيش “مضعضع ” فإنها لاتحمل إلا مؤشرات فنائها بل زوال السودان وتمزقه وفق المؤامرة الدولية .
عليه فإن الوازع الأخلاقي يقول إن روح التعاضد التي وجدها الجيش من قبل بعض الأحزاب إبان الأفعال الغادرة على الحدود مؤخراً، يجب على هذه الروح أن تتمدد وتشمل كل القوى السياسية بعيداً عن ثوب المزايدة الأخرق وشعارات الناشطين البالية التي لم تنقصها جرأة التلويح بعلم “الغادر” في مسيراتها الجماهيرية في مسار التضليل الأخرق والبرنامج المعطوب.
هلموا لنصرة قواتكم المسلحة فما تخاذلت أمة عن نصرة جيشها إلا سامتها المهانة وهوت في سحيق الخيارات العدمية وأنزلت عدوها منازل المنتصر.
الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام
التعليقات مغلقة.