ياسر الفادني يكتب: إن السياسية وأخواتها !
الخرطوم/ الرائد نت
إن أخواتها…. أن، كأن، لكن، ليت و أخيرا لعل ، هذه ما أتت به لغة الضاد من تعريف لهذه العائلة التي بناتها ليس لهن أخ ولا شقيق ، إن وأن للتوكيد وكأن حرف ناسخ يفيد التشبيه ولكن للإستدراك ولعل للترجي وليت تفيد التمني هذا ماجاء به علم النحو الصرف
أما في السياسة إن لها أخوات لكنها حدث لها مسخ فانقلبت ( إنة) ! كالذي يقول لك : إن هذا الموضوع فيه (إنة ) أي فيه غموض أو فيه مشكلة فالمشهد السياسي فيه (إنة) ولعلها بنت حرام لا أب لها ولا أم !! مشهد غامض يصعب وصفه وتنعدم فيه الرؤية تماما ، الكل في صراع والكل في قتال ليس من أجل الوطن لكن من أجل السلطة لعن الله السلطة وما شاكلها ، عرفنا التجارة في البصل والتجارة في الملابس والتجارة في مواد البناء لكن التجارة في الدم لم نعرفها إلا في هذه البلاد ويتحدثون عنها بلا خجل ومجاهرة ولا يخفون ذلك
( أن ) السياسية تفيد توكيدا ووصفا لمستقبل هذه البلاد حيث لا خروج من الأزمة السياسية التي استفحلت وظلت تزيد إستفحالا كل يوم ، نائب رئيس المجلس الإنتقالي فجأة ذهب إلى دارفور وقرر البقاء هناك لا ندر هل ذهب مغاضبا ؟ أم في نفسه شييء من حتى ؟! ويطير إليه فجأة رئيس بعثة يونيتامس ويعقدون إجتماعا ومعه ولاة الولايات وينور بما يتم في دارفور ويثني الرجل وتارة يثمن ويصرح كأنه الحاكم الفعلي للسودان ، ماهذا الذي يحدث ؟هذه صورة مقلوبة ،أي هوان نحن فيه ؟
فولكر في برنامجه الآخر سوف يستمع لإفادات من قيادات المجتمع الدارفوري من قبائل المساليت والعرب والنازحين وحتما سوف يسمع النقيض تماما مما سمعه من القيادات الرسمية وسوف يسمع الكلام المشاتر و الألفاظ الغاضبة التي سوف تُخرج الهواء الساخن الذي بداخل قلوبهم و(يكشفون الحال وينقحون الطار) !! وهذا ليس أول مرة حدث من قبل عندما زارت المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السابق (فاتوا بنسودا )دارفور والتقت بالقيادة الرسمية هناك بعدها ذهبت إلى معسكرات النازحين وسمعت كلاما يختلف تماما عما قالوه الرسميون وصدقت هؤلاء وكذبت أولئك ، وهنا تأتي (لكن) وتتبدل إلي مفردة (لَكَنَا) أي بمعني (خربا) و(عوجا) كما نقولها بالعامية ، بلاشك فولكر سوق يصدقهم ويكذب آخرين وتاتي كلمة كأن الأخت الأخرى مقرونة بالضمير الكاف وتصير (كأنك يازيد لم تقل شيئا )!
أما أخت إن الأخرى وهي ( لعل) ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، أمرا سوف يكثر فيه الهرج والمرج السياسي ، الشارع سوف يظل مأزوما من قلة لاتريد لهذه البلاد الخير كل ماتريده الوصول إلى كراسي الحكم بأي وسيلة حتى ولو إتبعت طريقة العمالة منهجا والقتل بالسكين داخل المواكب مسلكا والخراب أسلوبا والتضييق علي الناس في أرزاقهم مذهبا
الأخت الصغرى لإن هي 🙁 ليت) ، ياليت حكامنا يعوا الدروس الذي كل يوم تقدم لهم ويتعاملون معا بالحسم والحزم اللازمين ويستفيدوا من عثرات الماضي الذي للأسف صار يتكرر بنفس الشكل والمضمون ولا حسم له ، ليت هذا التدهور في كل شيي يقف ، ليت القتل الممنهج ينتهي ، ليت الخراب المنظم الذي كل يوم يصيب الممتلكات يكبح جماحه ، ليت قومي يتفقون وليت وطني يرتاح وتذهب ( إنة ) السياسية وأخواتها إلى غير رجعة….. قولوا آمين .
التعليقات مغلقة.