الصادق مصطفى الشيخ يكتب: قاعدة البيع..

متابعات/ الرائد نت

سأل الأستاذ الحاج وراق نفسه: (ناس الحرية والتغيير باعوا؟) ورد بنفسه ( لا… ما باعوا…)
وقال خالد سلك لو بعنا كنا نكون قاعدين زي ناس مبارك أردول، ولأن العيار الما بصيب بدوش، كان لزامًا علينا أن نقف عند تلكم الإجابات، ونفترض أنهم ما باعوا دم الشهداء عندما جلسوا للعسكر وقاسموهم السلطة ولم يفتحوا أي ملف قصاص، حتى ملف المحكومين بالإعدام من قتلة جريمة فض الاعتصام..
فالحاج وراق كان يسأل عن فترة زمنية محددة هي ما بعد الانقلاب الذي يروجون بأنه تم عليهم، ولكن هتافات (بكم بكم قحاتة باعوا الدم؟) لم يشهر في وجوههم بعد انقلاب البرهان عليهم إذا صدقنا هذه الفرية التي تدحضها وقائع عديدة، أولها المعتقلات الناعمة التي كانت معروفة للالتقاء بشباب المقاومة المعتقلون واستقطابهم، بل كانت الهتافات تردد في مواكب تشييع الشهداء عقب جريمة فض الاعتصام، وحتى ندوة شمبات الشهيرة التي كان فيها التمثيل الدرامي لمشهد تفريغ الندوة الذي تحسبوا له بإبعاد المنصة عن الجمهور بمساحات واسعة، وأجلسوا المتحدثين جميعهم في أعلى المنصة لأول مرة في تاريخ الندوات السياسية، إذًا الحاج وراق يتحدث عن الموقف الأخير وهو الجلوس للقتلة رغم اللاءات الثلاث المرفوعة والتي لا يعتبرها الحاج وراق خرقًا.. لكنه يعتبر خروج الحزب الشيوعي من قحت أضعفها وأدى لهذا المصير، كأنه يريد أن يقول الفقير لا بد أن يمد يده يسأل الناس والناس هنا هم العسكر بكل سوءاتهم، وبدلًا من أن يجعل نفسه ناصحًا لمن سألوه المشورة وأعني الحاج وراق بأن يدلهم على الطريق الصحيح وهو شارع الثورة الذي لا يخسر من يرتاده أبدًا، كان دعمه لخط القوى الدولية والرأسمالية ونسي أنها خليط غير مجرب، فالسعودية ظلت تتلقى المساعدات والحلول المعلبة حتى منشار بن سلمان أوجدوا له مخارج ومخارط وخراطين من طراز فريد، ولم تكن السعودية تحلم أن تكون صاحبة مبادرة سياسية، ولم يكتب لها التاريخ نجاح مؤتمر لأزمات الشرق الأوسط ناهيك عن أفريقيا التي لا تعترف بالسودان ضمن عربانها إن جاز التعبير، فإن جلسوا إليها حتى لو في منزل السفير فهم لم يقرؤوا الملعب جيدًا، واعتمدوا على خبرة من يوجدوا أنفسهم في طور صدمة التحول النفسي العميق، بين اليسار باقتصاده المبنى على التحرر من كل أشكال التبعية والخنق العبوس، واقتصاد السوق الذي يجعل شخص بعقلية مأمون حميدة يتحكم في العلاج كما يتحكم أسامة داؤود في المواد الغذائية، وتعتبر دولة الرأسمالية العلاج سلعة لا تتوفر إلا في أرفف المذكور.
بهذا الفهم والتسليم بإرادة نادي الانقلاب الذي يرتاده بالطبع الإسلامويون، خاصة أصحاب الأموال والأصول الضخمة المفرج عنها بعد الانقلاب والتي يهلل وجدى وود الأمين بإعادتها، والقاصي والداني يعلم باستحالة ذلك لأنها لحقت أمات طه، ولولا هذه الأخيرة لما اصطفاكم صاحب الانقلاب لاستلام السلطة، وهو في الحقيقة يريدكم أن تمسكوا له الباب حتى يكمل انتشال موارد البلد ، ثم تمزيق أشرطة ومستندات وشهادات أكثر من ثلاثة ألف شخص في جريمة فض الاعتصام، ورغمًا عن كل ذلك لا يروا أنفسهم باعوا، ولا يرى المفكرون كذلك كأنما البيع قد تغيرت قاعدته من الربح والخسارة إلى الكذب البواح.
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.