د. أحمد عيسى محمود يكتب: العقل القحتاوي

الخرطوم الرائد نت

من نعم الله على الإنسان أن كرمه على بقية المخلوقات بالعقل. وهو مناط التكليف. وإذا عطل الإنسان عقله هنا مصيبة المصائب. كيف يستقيم لإنسان أن يتخلى عن هذه النعمة العظيمة. ويحب العيش كسوائم البادية؟. إنه القحاتي. ذلك الكائن الغريب. إنسان منحه الله العقل لكي بتدبر. ولكنه أرادها حياة بهيمية صرفه. حصرها ما بين شهوتي الفرج والبطن. ولا يرضى بتلك الحياة إلا (طويل الأذنين). أيها القحاتي لقد وافق الحمدوك على قرارات البرهان التصحيحية. بل كان ركن أساسي فيها. وهو نفسه من أتى بفولكر. لماذا ترفض الأولى وتقبل الثانية من المؤسس الذي وصفته بأنه المخلص وهدية السماء للأرض؟. أيها القحاتي المفتون بالفولكر. لقد شاهد العالم أجمع ما فعلته الشرطة الألمانية في المتظاهرين عندها. حفاظا على السلامة العامة. وأنت هنا في السودان ولأكثر من ثلاث سنوات تهدم في بلدك بإشارة من فولكر. أيها القحاتي. لقد رفعت قيادتك اللاءات الثلاث. وما أن لاح برق الوزارة مرة أخرى حتى هرولت تلك القيادة صوب العسكر. وتركتك مغمض العينين لحين إشعار آخر. والمضحك في الأمر منهم من صرح ومنهم من أصدر البيانات. والقاسم المشترك بينهما: (جلسنا مع الإنقلابيين لإنهاء الإنقلاب). صراحة استغرب ذلك التبرير الفطير غالبية الشارع. إلا القحاتة لأنهم لم يفهموا شيء للضمور العقلي؟. أيها القحاتي. لقد مات شباب كثر في مسيرة ثورة فولكر. ولكن لم تكرمهم قحت بالدفن. ناهيك عن مطالبهم الأخرى التي خرجوا من أجلها. بل ظلت تتاجر بهم. بعد أن وضعتهم في الثلاجات وقطعت الكهرباء عنهم عجزا. ألم تحدثك نفسك بأنك إذا سرت معصوب العقل من خلف هؤلاء ربما تكون ضمن ساكني الثلاجات؟. أيها القحاتي. لنترك كل ذلك. ونوافقك اعتباطا على السير معك قليلا. والآن القيادة القحتاوية أعلنت عن نهاية الإنقلاب البرهاني يوم (٦/٣٠) القادم. رسالتنا لك أن تخرج معك قيادتك الرشيدة في نظرك شريطة أن يكون في مقدمة الثوار (وجدي شاشات وفكي منقة وإبراهيم دابر ومدني جرادل وأبو تفة وأبو سفة وأم جميل بنت حرب… إلخ) ومعهم أولادهم. هنا نتفق معكم أن القيادة جزء من الشارع. وأنك مكان احترام هذه القيادات. خلاف ذلك إنها أمية الفهم منك أيها القحاتي الغبي (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور).

التعليقات مغلقة.