أردول: لماذا نقف ضد عودة أربعة طويلة؟
متابعات/ الرائد نت
هي قوى ضد السلام ومعادية للديموقراطية ومخربة للعدالة.
ببساطة لكل موقف سياسي تتخذه يكون نتاج واقع عشته او تحليل لمعطيات ومعلومات حقيقية لمستقبل واضح الملامح، فإذا سألنا الناس لماذا تقفون ضد أربعة طويلة وكنتم من قبل أصدقاء وحلفاء؟ هل المعركة شخصية كما يقولون ام نحن قوى ضد التحول الديمقراطي كما يصورون؟ أم واجهات لحكم العسكر كما يختلقون؟
و للإجابة على ذلك وأكثر فإنا لسنا منطلقين من منصات وعي شخصية ولا نحن قوى ضد التحول الديمقراطي. وايضا لا نحن واجهة للحكم العسكري، فلدينا نضالنا الطويل وتاريخنا المشرف.
نحن اكثر قوى لها تاريخ ممهور بالدم وقدمنا التضحيات العظيمة في نضالنا ضد النظام السابق واستغل النظام السابق المؤسسة العسكرية والتكوينات الأخرى لمنازلتنا وتاريخ ومقابر شهدءنا اكبر دليل على تلكم التضحيات، ولكنا عندما نكون في عهد السلام فلا نستلف خطاب الحرب ولا نبتز به الآخرين، لأننا نعلم كم هي كلفة الحرب المادية والبشرية والاجتماعية على بلدنا وشعبنا.
فقط نذكر الناس لعل الذكرى تنفعهم، وواحدة واحدة، ناخذ شيئا يؤكد انهم ضد السلام ومعاديين للديمقراطية ومخربين للعدالة.
مثلا في عهد أربعة طويلة انتشر فيه التغول على سلطات القانون باسم تفكيك تمكين الكيزان وكان عملية تفكيك الكيزان اسواء من تمكين الكيزان أنفسهم فقد قامت لجنة سياسية ينتمي اعضاؤها لاحزاب سياسية باستهداف مواطنين خارج الأجهزة العدلية، وهذا شي منافي لسلطة القانون والذي هو أهم ركن من أركان الديمقراطية فهم قوى معادية للديموقراطية، ولم يقوموا باي منشط يؤكد انهم يسعون للديموقراطية فلا تحضير للانتخابات حدثونا بذلك ان وجد، ولا فصل بين السلطات وراينا اللجنة كيف جمعت بها أربعة طويلة السلطات، وألغت السلطة العدلية واحتكرت التشريعية عبر مجلسها المركزي وكذلك السلطة التنفيذية عبر وزرائها وولاتها وراينا كيف كان يمثل عندهم سيادة حكم القانون، فاي ديمقراطية يتحدثون عنها وحتى حق التظاهر والحريات كانوا يقولون انهم وحدهم لهم حق التظاهر ضد حكومتهم ولا لأحد اخر الحق في ذلك.
وشاهدنا اثباتا لذلك الكثير من الأفعال في العامين الذي حكموا فيه فراينا الاتي :
بشعوا بإسماء المشتبه بهم وهم مجرد متهمين أكرر متهمين وليسوا بمدانين في محكمة، صادروا أموال الناس بغير حكم قضائي، اخذوا الممتلكات بغير وجه حق ولغير خزنة الدولة، اعتقلوا الناس استغلالا للقانون، اعتقلوا صحفيين واوقفوا صحف عن العمل، مات بعض المعتقلين في السجون ولم يرمش لهم جفن، فصلوا المئات من المواطنين بدافع الانتماء السياسي وتسببوا في العديد من افقار وتشريد الأسر نتيجة لفقد اربابهم للمعاش، صوروا حتى النساء بشكل بشع في منظر يخلوا من القيم والأخلاق، لم يقفوا عند ذلك الحد بل امتدت يدهم الي السوق فهاجموا التجار بحجة الاتجار بالعملة فجمدوا حسابات التجار المصرفية واخذوا اموالهم بالابتزاز وممارسة التخويف، شردوهم باموالهم للخارج وبل غيروا توقيعات ملاك الشركات واصحاب العمل وبدون حكم قضائي، فاضروا بسمعة النظام المصرفي بالبلاد حتى هجرت رؤؤس الأموال.
اعتدوا على القضاء نفسه وفصلوهم وفصلوا وكلاء النيابة وخافت الأجهزة العدلية من ممارسة حقها في حفظ التوازن والعدل بين الناس، فاصبحوا يخيفون اي مواطن في البلاد، لربما تصحى صباح وتجد نفسك مسجون او موقوف حسابك أو تسمع اسمك في التلفاز.
لم يقف الضرر عند ذلك الحد بل توقف دخول راس المال الي البلاد خوفا من المصادرة خارج نطاق القانون.
لم تكن كل هذه الجرائم مرتكبة ضدنا كاشخاص او الميثاق الوطني او حركات الكفاح المسلح وإنما ضدكم كمواطنين وضد بلدكم واقتصادكم وحياتكم ومن واجبنا الدفاع عن مواطنينا وبلادنا وحقنا في العيش تحت حكم القانون كما ظللنا نقوم بذلك ولفترات ضد اعتداءات الغاشمين.
انهم لم يمنحوا أحدا ممن أقاموا في حقهم كل ذلك حق الدفاع عن نفسه ولم يقيموا حتى محكمة واحدة مكتملة الأركان ضد من قبضوهم، بل تم كل ذلك بدون حتى قاضي او تحري او محامي وإجراءات دفاع واتهام في محاكمة تقليدية معروفة، أصبح التلفزيون القومى بدلا عن توحيد كان أداة للتشهير واشانة سمعة الناس والبيوت وهم في الأصل مشتبه بهم او متهمين وتم ذلك باخلال واضح لحقوق المحاكمة العدالة، كيف لا نقف ضد هؤلاء دعوني بربكم كيف لنا ان ننسى كل هذا؟؟؟ كيف لعهد الظلم والظلمات ان يعود، والله العظيم يعود على رقابنا.
كيف أتصور حكم هؤلاء المطلق على الدولة ورايناهم هم عندما احتلوا مجرد لجنة وليست الدولة باكملها وباسم الحكم المدني(كما يطالبون الان) فعلوا بالناس الافاعيل واذاقوهم عذاب جهنم، كيف لعهد مثل هذا ان نسمح لهم حتى بالتفكير بالعودة ونجلسهم معهم بحجة الحكم المدني الديمقراطي؟ ولو ضغطنا الغرب ما ضغط وفرض علينا كل ما عنده من عقوبات هل نقبل بذلك، كلا وحاشا، فلا مرحبا بالحكم المدني والديمقراطي الذي يمثله هؤلاء و يأتي بهم وكانوا هم ملامحه.
انني اسمع أيضا انهم يوقرون صدور بعضنا لتفريقنا جهويا بان قوى السلام والتوافق الوطني هم من ابناء الغرب ويدعون انهم يمثلون الوسط او الشمال، كلا وحاشا فهم يمثلون أنفسهم وعرفنا وزنهم وهم من استهدفوا باسم التمكين أبناء الشمال وأبناء الوسط في الخدمة العامة والتجار في السوق، ولسنا نحن من فعلنا ذلك، والاسواء من ذلك انهم لم يعتذروا لأي ممارسة فعلوها بل يروا ان معهم الحق.
بخصوص السلام :
انهم يكتبون في مواقفهم السياسية مراجعة اتفاقية السلام ، وهم كانوا أثناء التفاوض الأكثر تشددا في المواقف ولولا العسكريين لما وقع السلام، ان لفظ مراجعة الاتفاقية هم في الأصل يريدون نقضها والتراجع عنها لأنهم قوى معادية للسلام، ماذا يعني نقض والتراجع عن الاتفاقية غير دق طبول الحرب في أطراف وهامش السودان، انهم بدون خجل كانوا يسعون لإصدار تعليمات للعسكريين لمهاجمة وحرب المعتصمين البجا في شرق السودان حينها، كيف نصدق لمن يمتلك نصف الحكومة يريد أن يوجه بشن الحرب ضد البجا، فماذا اذا أمتلك كل الحكومة؟ وعارضه الناس؟.
اقول لا عودة للحرب مرة أخرى فهؤلاء في المواكب يدفعون اولاد الناس السلميين للشوارع والان بدعوى مراجعة الاتفاقية يريدون الزج بالقوات المسلحة والقوات الأمنية الأخرى للحرب، ولكن هيهات نقول لهم فلا حرب ستعود ولا عودة للغابة وإنما نحن موجودين هنا والينا على أنفسنا وعاهدنا شعبنا بالسلام والحرية والعدالة ومحاربة أربعة طويلة.
التعليقات مغلقة.