د. أحمد عيسى محمود يكتب: ذاكرة التاريخ
الخرطوم الرائد نت
هناك فنان يردد (أسوق حبيبي وأزور وأفتح بنية بنية). هكذا حال قحت هذه الأيام. وبحثا عن طريق العودة للوزارة. التحاوم كالركشة في الشوارع من سفارة لأخرى. وآخرها سفارة الأمارات. ولن تكون الأخيرة. وربما تنتهي تلك الرحلات عند سفارتي دولتي (الواق واق وأم صفقن عراض). وتلك الرحلات هدفها ستر عورة اللاءات الثلاث التي وضعتها قحت تحت (بوت) العسكر وهي تغني (في أول لقاء ظهرت لي محبة). وأي محبة أكثر من تقديم قائمة مطالبها للعسكر المتمثلة في العودة للواجهة وشطب بلاغات السرقة. وقد وافق العسكر على جزء ورفضوا الآخر. وفي تقديرنا أنها تجد موافقة على بعض المطالب هو في حد ذاته نصر لم تحلم به منذ القرارات التصحيحية (الفشفاش كتير على أم الفضل). هذا الأمر فتح عليها باب جهنم من لجان القمامة. وجدي صالح يطالب الشرطة بحماية منزله من غضبة تلك اللجان. وحزب السنبلة يعجز عن مخاطبة (مخروشين ومطلوقة) ببحري. وحزب مريومة ضربه زلزال الفريق صديق. ومن هنا أرفع راية التحدي لأي قيادي قحتاوي أن يواجه الشارع في ندوة عامة. ونزيد الشارع بيتا من الشعر أن قحت في رحلة (تقديم الولاء للعسكر) طالبت بنسبة (٣٠٪) من الحكومة القادمة. وقد وافق العسكر على نسبة (٢٠٪) فقط. والباقي للعسكر وقوى سياسية أخرى. من هنا نخلص ونقول: (ليس هناك حكومة كفاءات قادمة. بل محاصصة بدون رتوش). عليه نرى أن قحت ليس أمامها إلا الموافقة لسبب بسيط. لأن المشاركة سوف تكون الأخيرة لها. وهي تعلم بأنها محجوبة من ورثة الحكومة المنتخبة القادمة بعصبة التيار الإسلامي العريض. وخلاصة الأمر نبشر الشارع بأن قطار الحوار لن ينطلق بقحت وحدها. وتشكيل الحكومة القادمة ليس خالصة لقحت وحدها. وكذلك قيام الإنتخابات التي يشرف عليها الفولكر ونتيجتها محسومة للبعاتي (الإسلاميون). وليس بمقدور قحت عدم الاعتراف بها لأن مشرفها هو الراعي الرسمي لقحت. لذلك كل الأمور تسير في صالح الوطن. والشيء المحزن الوحيد أن ذاكرة التاريخ سوف تحفظ للأجيال القادمة أن عملاء سودانيين تسوروا محراب السفارات في غفلة من الزمان وحكموا.
التعليقات مغلقة.