بدرالدين حسين علي يكتب: أردول .. الفتنة نائمة..!!
الخرطوم/ الرائد نت
مبارك أردول وهو يحدث أهل الشرق، بعد أن استرضاهم، حينما رفعوا العصي في وجه نشاطات شركة المعادن، وقالوا قد انتهى زمان نمسك فيه بارجل البقرة، ليستمتع غيرنا بالحليب، لانهم عرفوا ان المركز ما بعد التغيير لا يتحرك، ولا يشعر، ان لم تنزل له بالعصا على ظهره.
و أردول حينما ينتابه الاحساس بان سكب الماء على النار قد خفف غلواء أهل الشرق، وفي لحظة النشوة الأولى أطلق لعنصريته البغيضة كل عقال، وحاول ان يصور لاهل الشرق بانهم مهمشون، كما ان أهل النيل الأزرق ودارفور وكردفان مهمشون، وجعل أهل السودان ضدين، شمالي، يتمتع بالخيرات ويمنع الاخر، الذي يعيش في الجنوب والشرق والغرب ويهمشه منذ استقلال السودان.
ولعل كلماته هذه قد فسرت كثيرا من الاجراءات التي ظلت تتخذها وزارة المالية تجاه كهربة المشاريع الزراعية، ومحاصرة نشاط تجار (الكرين) برفع الدولار الجمركي، والزراعة وتجارة العربات هي مهن هولاء الشمالين، الذين عناهم اردول، وذهب اكثر من ذلك وهو يتحدث عن ضرورة ان يجد الناس العذر لجبريل وغيره فيما يفعلون.
ان السيد أردول بحاجة إلى ان يعي تماما أن الانتقال من النضال إلى الحكم، امر عسير، لا يتجاوز مراراته الا الكبار، ولعلي اسوق اليه نصحا ان يتدبر سيرة الزعيم الافريقي نلسون مانديلا، لعله يهتدي إلى طريق الممارسة الراشدة في السياسة.
مانديلا الذي عانى من العنصرية البغيضة، هو من قال : ان العنصرية هي محنة الضمير البشري، فهل لك سيد اردول ان تستوعب عبارات الرجل جيدا وتنأ بنفسك والسودان عن هذا المستنقع الاسن.
واعلم أيها السيد أردول ان نفوس الناس اكثر ميلا لمن يبتعد بهم عن العقد، والتعقيد، فلماذا تحاول تعقيد المشهد السياسي السوداني وتحقنه بمثل هذا الحديث الملغوم.
ان صراخ أردول في شرق السودان، واستفراغ ما في قلبه، ليس دليل قوة، بقدر ما انه مؤشر ضعف وهوان، ومحاولة يائسة لاستجماع استعطاف باسلوب سمج، فليقرأ أردول معنى القوة عند مانديلا، فسيجد انها ليست دائما فيما نقول ونفعل، فهي احيانا تكون فيما نصمت عنه ونتركه بارادتنا وفيما نتجاهله.
فبدلا من اضاعة الوقت في الصراخ، ثم البحث بعد ذلك عن المبررات، فليتعلم أردول كيف يخاطب القضايا في جوهرها، لا حشد الحواشي وترك المتون، السيد اردول وهو يخاطب اهل الشرق، فتح كتابا ، كان مغلقا، ونثر معلومات لو ربط بينها الناس وما يعيشونه من واقع لوصلوا للكثير من المعلومات والحقائق التي تشكل الواقع الان.
فهل كان أردول بحاجة لاستعداء شعب الشمال، في وقت ذهب فيه لحل مشكلة قائمة مع اهل الشرق، فاي عقلية، واي منهج، هذا الذي يعمل من خلاله أردول؟
يبدو ان السيد أردول يعوذه الحضور عند المخاطبة الجماهيرية وتاخذه الهاشمية فينثر كل أحاديث الجلسات الخاصة، والصوالين المغلقة، في الفضاءات، ثم يعجز بعد ذلك عن لملمتها وان اعتذر لطوب الأرض.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.