بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: الشطط..
متابعات/ الرائد نت
أواخر الاسبوع الماضي استضاف حزب المؤتمر السوداني بداره بالعمارات ندوة أقامها القطاع الصحي بالحزب تحت عنوان (العامل النفسي والثورة)، وقد حرصت على حضور هذه الندوة لارتباط عنوانها مباشرة بما يعانيه الثوار الذين نشعر بمعاناة المصابين منهم وأخوانهم الذين يصرون على مواصلة المشوار، وهم يؤكدون لبعضهم البعض أن العنف والقمع المفرط الذي تمارسه السلطات على المواكب القصد منه إخافة الثوار والحد من التدافع الذى يخشاه العسكر، حرصًا على معنويات الجنود الذين أضحوا يتهربون، تارة بالإجازة وأخرى الأورنيك الطبي.
ظننت أن الندوة ستناقش العامل النفسي للثوار وتضع إجابات للاستفسارات التي تدور في خلد الكثيرين، لكن المنصة التى جلس فيها الدكتور الفاتح عمر السيد، والخبير النفسي د. مجدى إسحق تبادلوا الحديث عن المعتقلات والسجون، وركز إسحق حديثه في شأن سياسي بحت بعيد جدًا عن الميدان ونفسيات الثوار، ورغمًا عن كل ذلك فهو ليس موضوعي إنما ما أورده د. إسحق بنفيه إنه مؤتمر سوداني وقد اندهش الناس عندما علموا أنه سيتحدث في دار المؤتمر السوداني كما قال..
ومعروف أن د. مجدي كان عضوًا فاعلًا في صفوف الحزب الشيوعي بالداخل والخارج، ولا أدري إن أبتعد أم ما زال باقيًا بصفوف الحزب، لكن أشير إلى ترشيحه لوزارة الصحة في فترة حمدوك الأولى مع آخرين وانسحب لدكتور أكرم وعدد في شجاعة متناهية تفوق أكرم وقدرته على إنجاز عمل الوزارة من كافة المرشحين وقد كان.. واندهشت حينما شكر مجدي حزب الأمة وخص السيد الإمام الراحل لترشيحه..
ذلك مقروء مع حديث للأستاذ الحاج وراق في وقت آخر بذات المكان قال فيه بدون أي مناسبة (إن الحزب الشيوعي الذي كنت فيه وابتعدت إذا كان بكره زول في الدنيا دي فهو أنا…) ورغمًا عن ذلك والحديث لوراق فهو مهم أي الحزب الشيوعي في هذه المرحلة..
وأقول لوراق بأني في صفوف هذا الحزب قبل خروجك منه وما زلت وسأظل إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، لم أسمع يومًا سيرتك لا بالخير ولا بالشر في أروقة الحزب وأدبه، وحتى ونسات منسوبيه فمن أين لك بهذا الاعتقاد ودستور الحزب ولوائحه التي تعلم ليس في بنودها الكره والكراهية.
أما إشاراتك الزكية لأهمية دور الحزب في المرحلة المقبلة، فكان يجب أن تواجهه بذات الشجاعة التي تفضلت بها انتقادًا لمبادرة الحزب التي دفع بها تحت عنوان استرداد الثورة، وطفح بعدها تلاميذك بترديد استحالة انفاذ برنامج قحت الاقتصادي على اعتبار أن رماته د. صدقي كبلو وكمال كرار، وقلت إن الاعتماد على الذات في ظل المتغيرات العالمية شطط صدقه حمدوك ورمى بالبرنامج بعيدًا، وكان مصيره السقوط رغم محاولاتكم لإنقاذه بالمبادرة التي أعلنت آليتها من ربع أعضاء الحزب المراد ترويضه لتمرير المخرجات.
وامس القريب ردد الحاج وراق ما يبرهن حديثه بأهمية دور الحزب الشيوعي وهو يعدد في مآخذ واخفاقات ممثل الاتحاد الأفريقي في الآلية الثلاثية لحل الأزمة السداسية في السودان الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، وكان الحزب الشيوعي قد خصه بلعب دور في غير صالح الثورة، وطلب منه احترام نفسه وتاريخه والمؤسسة التي وثقت فيه ليلعب دور إعادة التحول الديمقراطي بالبلاد وليس البحث عن مخرج للأزمة يجعل العسكر جزء من العملية القادمة، وقال حينها الأستاذ المحامي صالح محمود إن ولد لبات دوره انتهى وعليه أن يكف عن ممارساته.
مرصد أخير…
ونحن في رحاب الذكرى المريرة للجريمة الغاشمة لفض الاعتصام خرج علينا لأول مرة ناظم سراج وهو يقرع جرس الإنذار بنفاذ أموال علاج المصابين في المواكب والمسيرات، وتحدث عن الدين البالغ ٨٠ ألف دولار ولأن ناظم لم يعتاد على الحديث ولا الأرقام فيبقى أن في الأمر شيء من حتى، ليس لأن حديثه جاء بعد فترة اعتقال غير طويلة، بل لأن حديثه كان صادمًا لكثير من الثوار والمراقبين، تدعونا للدفع باقتراح إنشاء صندوق لتسديد الديون ومواصلة علاج ورعاية الجرحى والمصابين حتى يشفو تمامًا.
على طريقة عندك خت ما عندك شيل…
دمتم والسلام..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.