بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: ندوة الكلاكلة

متابعات/ الرائد نت

أعادت الندوة المحضورة التي نظمها الحزب الشيوعي بالعاصمة للأذهان ذكريات حميمة مع هذا المكان ميدان وردي، ذلكم المناضل المبدع الذي منح كل وقته وجهده وماله للعمل العام، فكان طبيعي أن يواصل أهل بيته فتح داره المطل على ميدان الندوة لخدمتها، لا.. وبل وقف نجله الشهم متفقدًا كل شيء، كأن الندوة مناسبة خاصة بأهل بيته استحق هو والجيران التحية والثناء.
الندوة أعادت للأذهان ندوات مماثلة أقيمت في تلك المنطقة وكان آخرها التي تحدث فيها الزميل سليمان حامد قبل ستة أو سبع سنوات، كان الحضور ضخمًا والهوس الديني مسيطر على كل الأمكنة، فسعى مهووس وقف وسط الحضور وظل يهتف ضد الشيوعية رغم أن حديث الأستاذ سليمان كان عن الواقع الاقتصادي المرير الذي كانت آثاره بائنة على صاحب الهتاف أكثر من أي شخص آخر في الندوة فكان أن أسكته الحضور ووجد نفسه خارج حلبة الندوة.
بالأمس ورغم احترام المنظمين للآذان والصلاة بإيقاف الفعالية إلا أن تمام المصلين صعد بعد التسليم مباشرة وأضحى يتحدث بالمايك في محاضرة، قال إنه اعتاد أن يقيمها كل أسبوع لم يستجب لطلب البعض بالحديث بدون مايك، في ظل إصراره شعر بمغادرة المصليين الذين كان غالبهم من رواد الندوة فاضطر لقطع درسه بأمر الجماهير.
الندوة أعادت للأذهان وهى منظمة من قبل الحزب الشيوعي بالعاصمة المذكرة الشهيرة التي رفعها الحزب لوالي الخرطوم حينها عبدالرحيم اللمبي، وكانت سبب إقالته وشرارة ثورة ديسمبر المجيدة التي سرقها من لا يعرفون قدر الثورات ولا يعيشون إلا في الأجواء التي تسيطر عليها البزاة العسكرية، فالتزم الحزب عبر لسان المتحدثين باسمه، المسؤول السياسي لمدينة الكلاكلة الزميل خضر حسين، والسكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة المختار محمود التزموا بإعادة الثورة لنصابها المطلوب بإسقاط التسوية التي تدور حاليًا في أروقة الانقلاب ومسانديه المدنيون الذين تواروا مجددًا خلف أعداء الوطن الذين رموا لهم طعم العودة للمناصب، ولجنة التفكيك التي ما دروا أنها أي لجنة التفكيك وجدت السند والتأييد من الشعب والشارع الذي فقد منه على الأقل مائة ألف إذا ما حسبنا أن لكل شهيد من ضحايا الانقلاب له عشرة فقط من أفراد الأسرة، فماذا تبقى لهذا (الزول) الذي ظنه الناس ودافع عنه الكثير وأن شهدوا له بالعفة والطهارة، وهي حقيقة أبانها الشرفاء في وجه الدجاج الإلكتروني للفلول عندما اتهموه بأخذ شاشة أعجبته من منزل أحد المفُككين بضم الفاء.
لقد تعهد الحزب الشيوعي بإسقاط التسوية كما أسقط حكومة حمدوك الانتقالية، ومعروف الحزب إذا عزم على ما لا تقبل به الجماهير التي يسير معها كتفًا بكتف على طريقة المبدع حميد:
عارف راشد لما يطنطن..
كل الدنيا الفيني تطنطن..
فطنطنة راشد التي ترنم بها الحزب في ندوة الكلاكلة هي بمثابة نصيحة وليس إنذار للنزول من قطار التسوية والانخراط في مشروع تأسيس سلطة الشعب، وملف الضحايا والقصاص والعدالة الذي لم يدر في مخيلة أهل التسوية على الإطلاق رغم إدمانهم لمقولة لولا الشهداء لما كنا هنا..
فها هم الشهداء يتابعونكم باللعنات إن أقبلتم على التمديد لقتلهم ساعة فناهيك عن الوضاعة التى كونتم لها لجنة اسمها المشاركة في السلطة التنفيذية المختصة بترسيم الوزارات على مركزية قحت وجيرانها..
دمتم والسلام…

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.