بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: رسائل علي كرتي (٤-٥).
الخرطوم/ الرائد نت
حينما كان الاستاذ الطاهر يرسل مقدمات اسئلته حينا، ويستدرك ما فات عليه من اسئلة في وريقات يقلبها بين يديك، كان الاستاذ كرتي يجعل للأسئلة ابوابا ينفذ منها الي ما يريد، من خلال رسائل يبعثها هنا وهناك.
ولما كان الحديث عن المرحلة القادمة التقط الرجل القفاز، وبعث برسائل من الدقة بما كان، للتيار الاسلامي العريض، فقد كانت المعاني المنبعثة من حديثه ان قحت حينما اعتلت منصة السلطة، نصبت كل حزب او جماعة او تيار اسلامي عدوا لها، لانها انطلقت في حكومتها من منطلق ايدولوجي، يجعل كل من اقام منهجيته علي الإسلام واجب الاستئصال.
قال كرتي للتيار الاسلامي والوطني العريض ان الحركة الإسلامية تمد يدها لتبدا عهدا لله ثم الوطن، تتواري فيه المصلحة الضيقة من اجل المصلحة العامة، فالبلاد في هذه المرحلة احوج ما تكون الي توحيد طاقات التيار الاسلامي والوطني، لمجابهة المشروع الغربي لعلمنة السودان، باستخدام ابناء السودان في ذلك.
وان ظلمات عهد قحت قد ولت، ولم تكن تحمل روية واستراتيجية للحكم، وعلي التيار الاسلامي والوطني ان يضع الحد الادني لاتفاق اهل السودان عن كيفية حكمه، لان الاولوية في هذا الوقت كيف نحافظ على الوطن، ونخرجه من الوهدة التي تهدد استقراره الان.
على التيار الوطني والاسلامي ان يعد نفسه، وان يعلم ان مسئولية تاريخية تقع علي عاتقه، ويجب أن يكون على قدر ذلك، ليفتح لاهل السودان طريقا مستقيما بعد تعرجات لازمت مرحلة مضت، من عمر السودان، سيكتب التاريخ انها كانت الاسوأ فيه، حيث رفعت شعارات زيف، وعملت ضد شعاراتها المرفوعة.
الامين العام المكلف اكد على ان حركته لا تنظر تحت فدميها، بفدر ما انها تنظر إلى الامام، وانها لا تنظر إلى نصف الكوب الفارق بقدر ما انها تعمل علي ان تملأ كل الكاس، ولا سبيل الي ذلك الا باتحاد اهل القبلة، وتوحيد كلمتهم، وتصدر المشهد السياسى في السودا، حتى يعود السودان لوضعه الطبيعي.
فاحزموا امتعتكم، واربطوا على وسطكم، واصنعوا العلامك الفارقة في السياسية السودانية.
التعليقات مغلقة.