بعد الغروب | بدر الدين حسين يكتب: رسائل علي كرتي (٣-٥).
الخرطوم/ الرائد نت
الاستاذ علي كرتي حينما يعرج برسائله الى قحت يجعل عنوان الرسالة مخاطبة قحت على قدر حجمها، لا على كبر حلقومها، ويقيم ميزانا عادلا في النزال والتدافع، يجعل الفئة ذات المنهج، والفكر، والحكمة، والحنكة، والكسب، لا تنزلق في معركة غير متكافئه، مع جهات لا تحمل وعيا، ولا ارادة، ومعركتها مصنوعة، وميدانها مصنوع، وفاعلوها أيضا صنعوا تحت رايات العمالة والارتزاق.
لذلك فان اي متابع دقيق للقاء ربما يلحظ، ان الاستاذ كرتي كان يطلق الصفات، ويصف المواقف، وينعت القوم بالمتنمرين، اذ انه من العصي عليهم ان يصلوا درجة النمر، لذلك كان عبور اللقاء علي مرحلتهم كجيفة تناوشها الصقور، فاصبحت اثرا بعد عين.
استطاع الاستاذ كرتي ان يبعث بالرسائل إلى قحت، بانكم كنتم تمنون انفسكم برد فعل عنيف ومباشر، من الحركة الاسلامية، تستفيدون منه في استدرار عطف الشارع، لكسب شعبية تفتقدها احزابكم التي يقل عددها ويرتفح نياحها، ولم تستفدوا من عبر الماضي، بقدر عدم معرفتكم لحجم وتفكير وتدبير الحركة الاسلامية، وحنكتها السياسية.
بسط الاستاذ كرتي لقحت كيفية (ادارة المعارك بالاحجام) وكيفية ادارتها (بقرأءة ماذا يريد الخصم) ثم استخدام الحكمة، بمنع اعطاء الخصم ما يريد، مع اعلاء القيم لامتصاص الصدمات التي يمكن استخدامها حال فشل الخصم في الوصول لغاياته، ومحاولاته لجرك الي ميدان الصدام.
وبرع الاستاذ كرتي استشهادا باحاديث قادة قحت، غير انه لم يجعل لهم شرف الذكر بين حنايا حديثه، فبعث اليهم برسالة اخري، بانكم اول من شهد على قصر نظركم، وضحالة تفكيركم، وقدراتكم المتواضعة، التي لا تصنع رجل دولة في أدنى مستوياته ومقدراته، لذلك كان الفشل نتيجتكم الحتمية.
وفي ثنايا ذلك بعث باكثر الرسائل عمقا، ان قحت وجدت الفرصة التاريخية لها، غير انها اضاعتها، وان العودة للمربع المظلم لم تعد متاحة، وان قادم الايام ليس كماضيها، فاستقيموا واستووا فان الصلاة قائمة فلا تصلوها بغير وضوء ولا تيمم.
غدا باذن الله نقلب رسائل الاستاذ كرتي إلى التيار الاسلامي والوطني العريض.
التعليقات مغلقة.